تعشق أمريكا كل سريعٍ من أطعمة وعلاقات ومعارك تحمل كل منيّة
ولأنّا نحيا في عالم أمريكا صار زمان السرعة أمريكيّا
تجهل أمريكا العملاقة كيف تكون حلول الخوارزميّة
ذاكَ لأن الحاسوب الأمريكيّ يأنف أن يجري غير العمليات الإعجازيّة
ترفض إبصار العالم بُقَعَاً من ألوان فوق الورق نسميه خرائط جغرافيّة
فلديها العالم يجلب كرهاً للبنتاغون على طاولةٍ من قبل الأقمار الإصطناعيّة
لتعلمه كيف تكون الطاعة في عصر العولمة وعصر الحرب النجميّة
تُجِلس كونفوشس وأرسطو تجلس طاغور وابن الهيثم في مدرسة ابتدائيّة
ليخطّوا إقراراً بالأميّة
وبأن ولادة أمريكا هي ميلاد للبشريّة
ليعلمهم فوكوياما بأن َّالتاريخ نهايته أمريكيّة
تلبسُ أمريكا نظارات شمسيّة
تدخل في عينيها اللونين الأبيض والأسود وترد الألوان الأخرى في طيف الإشعاعات الضوئيّة
هذا اللون الأبيض لون البرد يلفِّع مملكة الظلم من القطبين إلى القطبين ببرودة دمها الإنجلوسكسونيّة
هذا اللون الأسود لون مصانعها تطلق أدخنة تبلع غاز الأوزون وتمحي مستقبل كل شعوب الأرض لا تبقِ بقيّة
صار العالم مفترض في غمرة ألعاب الأمريكان الافتراضيّة
أصبح بطل الخير ذو النيران الآليّة
يأنف أن يظهر في أشرطة السينما بل يتخذ السيديهات ساحة معركة تمنح سرعات البنتيوم فور لقذائفه الرامبويّة
رامبو روكي سوبرمان باتمان مستر امريكا أبطال الأفلام الكرتونيّة
أُقنوم للأنكلِ سامٍ ذو الأيدي والأقدام اللانهائيّة
مالك عصر الكمبيوتر وكلّ الأجهزة الرقميّة
صاحب كل ذكاء والمحتكر لكل حقوق الطبع والإبداع من أو ل يوم حتى آخر يوم في عمر الكرة الأرضيّة
يهزأ بالجُهّالِ يخوضون قتال الأشراف بمبارزةٍ فرديّة
هذا هراء لا يعطي الحرب حقيقتها المأساويّة
فمعايير الشرف الأمريكي هي أنْ تهجم عن بُعدٍ بقذائف وصواريخٍ عنقوديّة
فتقتل حتى الجاني والمجني عليه بصواريخ تُدعى ذكيّة
كلّ العالم هندي أحمر يستأثر بالخيرات ويعوِّق سير المدنيّة
لا يدرك أنّ الأمريكي الأشقر يتربع ملكاً في أعلى هرم المملكة الحيوانيّة
وكما مات الهندي الأحمر برصاصات حرّى تخترق دماغاً مملوءً بحكايات عن أشجارٍ ونجومٍ وجبالٍ حيّة
خلّفَ أرضاً خضراء للمنفيين من أرجاء أوروبا المتقدمة الديمقراطيّة
زُرعت فيها عمائر تنطح سُحُباً تثقب عين القمرِ مصانع تنفث غيماً أسودُ من غيم البَرَد وتمطر أمطاراً حِمضيّة
أرض عذراء ذُبحت ودِماها زيتٌ أسود يشحن آلات القتل وسائر آلات الهمجيّة
وكما مات الأول جاء الدور على الثاني لكن ْ ما كلّ الطير فراخٌ زغبٌ تصطاد بيسر ورويّة
فالأول مقتولٌ والثاني يقتل دون تردد رمشٍ مَن ْيحلمُ بالدوس على عزّته القُدُسيّة
هذا الثاني يحمل ميراثاً بالنصر على الأعداء بوسائله المتخلّفة التقليديّة
يجهل طعم الكوكاكولا والهمبرجر وكلّ الأطعمة الغربيّة
ينشد في الحب ملاحم غزليّة
معتاد أن يحمل موتاه المقتولين على نعش الثأر ويعبر درب الأبديّة
ما زال يقيس الدنيا بليالٍ يقطعها فوق ظهور الخيل لا بالعدادات الكيلومتريّة
ترشده نجمة ليلٍ لا أقمار جويّة
يتمتع بمجالسة جبالٍ ووهادٍ وكهوفٍ يعطيها أسماءً بشريّة
تضحك ترقص في عينيه تغضب ترضى تعتب كصبيّة
يسمع صوت الريح موسيقى تطرب أذنيه وتجرعه كوؤساً من خمرتها الأصليّة
فيهيم بحب الأوطان ويبشّر بالرايات السود تأتي قِبلَ القدس ترفرف فوق عمائم خُراسانيّة
تضرب باسم الله وحوشاً تتلفع برداء المدنيّة
وركوبته فرس يرأف بالأوزون لم يفسده جنون البقر كالثيران البريطانيّة
وإذا راث يسمّد أرضاً بكراً لا تعرف كل الأسمدة الكيماويّة
لم تفسدها نصال الجرّارات وفنون الهندسة الجينيّة
وإذا مرض فعشب الجبل دواء يغسل علته دون الحاجة أبداً للوصفات الطبيّة
وصفات الكرتيزون والبراسيتامول وكل الأدوية السرطانيّة
لا غسل كُلى أو كبدٍ في أرقى المدن الصحيّة
وإذا مات فلا تأبينٌ أو عشرون من طلقات وهميّة
يستلقى في قبر مجهول دون موسيقى أو إجراءات تكريميّة
تحت رمال في عمق الصحراء أو تحت صخور بازلتيّة
دون ضجيجٍ يمضي بطلاً يستقبل جنّات الخلد ويترك نفس الذريّة
لتواصل أخذ الثأر بنفس الأسلحة الأثريّة
تولد أمريكا وتموت وسيفك محمود يا أول سلطان يجتث رؤوس الكفار ويلقيها في مزبلة التاريخ المنسيّة
في قلعة غزني وهراتٍ في بلخٍ في كابولَ مازالت فرسك تقدح ناراً وتعدّ الأيام لتبدأ جولات الحريّة
يا أمريكا هيّا اقتربي لا تبقي في جعبتك ولو خردلةٍ من أسلحة أو أحداً من أبناء الأمريكيّة
لا تبقي طائرة أو حاملة أو بارجة أو صاروخاً أو نوعاً من أسلحة هي في عُرف الدنيا جرائم ضد الإنسانيّة
وتبنّي كل المكارين وكيدي كيد يهود حتى لا تبقي في جعبتك بقيّة
ودعي كل حكومات الدنيا تسند حلف الإفكِ تدور بهائم في الساقية الأمريكيّة
واختاري أظلم ليلٍ في عز البرد متحصنة بدروع هي ضد الأسلحة النوويةّ
أرض الأفغان قبور تفتح فاها تأكل لحم الغرباء وترمي العظم ليبقى درساً للغازين بأن بلاد القرآن عصيّة
بأن بلاد القرآن عصيّة
بأن بلاد القرآن عصيّة
محمد مكرم
الدمام
6|11|2001م