أحسدك حسداً يقطّع نياط قلبي ، أيها الأسد الشامخ فوق جبال القفقاس ، أحسدك وأنت تُزف إلى البندقية والشهادة كل يوم ، بينما أعاني أنا من عنوسة عزّ مثيلها . أحسدك وأنت تمارس الصمود والتفاؤل بين خنادق المجاهدين الساهرين يرقبون سيولاً لا تتوقف من الانفجارات التي تصمّ الآذان ، وأنت تهزأ بالنيران وقتامة الدخان الأسود ينبعث كغراب بينٍ من حولك .
أحسدك أيها الإكسير الذي سرى في أوردة الشيشان فأطلق أرواحاً عاشقة للجهاد والحرية من مكامنها . أحسد رأسك الذي يساوي أكثر من مليون دولار ، وأرثي لرأسي الذي لا يساوي سوى مائتي دينار آخر كل شهر ، هذا الرأس الذي يأوي كل ليلة إلى وسادة منتفخة بعد جري طويل وراء رغيف خبز له سرعة الجرذان .
أحسد قامتك الشامخة التي لا تنحني إلا لخالقها ، وعزيمتك التي تسطع شعاعاً خارقاً من عينيك ، وأتمنى أن أقف ولو لثوان قليلة إلى جانبك علني أصاب بعدوى العزة والكرامة ، أنا ذلك المخلوق المجهري الذي يجتر التاريخ ويهذرم بالآيات المقدسة ، وأنت تصنع التاريخ وتحوّل الآيات كائنات تسير على الأرض .
مرفوع رأسك دائماً أبداً ، لأن العزة لك ولإخوانك المجاهدين بعد الله ورسوله ” وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ” ولأنك واثق أن النصر لك ولو بعد حين ” وإن جندنا لهم الغالبون ” وأن الذلّة لأعدائك المتسلحين بأكوام التنك وسواد البارود ” إنّ الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ” شعارك كما كان شعار نبيك وصحبه من قبل ” يا منصور أمت . . أمت . .” وأي موت هذا الذي تسوقه إلى طواغيت الروس ، وأي مصير مظلم ينتظرهم ، وأية هوة سحيقة ستلقيهم فيها ، تردد خلف عمر بن الخطاب مخاطباً أبا سفيان في أحد ” كذبت يا عدو الله ، لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار . . “
أجل نار تضطرم هي أرض الشيشان تحت أقدام الجيوش الزاحفة ، نار تحرق نجس الأنجاس ، وتطهر ذاتها كي تبقى عالية شامخة عزيزة .
تحية لك يا أسد الله الغالب بالإيمان ، المتوكل على الله الواحد دون سواه ، وهنيئاً لك وانت تقف وحيداً بارزاً فاتحاً صدرك للنيران بينما ينام المسلمون يستمتعون بدفء الأحضان الدنسة في عالم الإسلام الأمريكي .