بقلم ديفيد ديوك
الرئيس الوطني
منظمة الوحدة والحقوق الأمريكية الأوروبية
ترجمه إلى العربية
محمد مكرم بلعاوي
كاتب فلسطيني أردني
إذا كان أسامة بن لادن هو الرجل الذي يقف خلف الهجوم الذي سبّب موت آلاف من الأمريكيين في 11أيول/سبتمبر فأنا كغالبية الأمريكيين أريده أن يعاني العقوبة القصوى على جريمته. يجب ألاّ يفلت فرد أو شعب ارتكب الإرهاب ضد أمريكا، لكنني الآن سأقدم تصريحاً سيصعقك. إذا كنت تؤيد أن أولئك الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية ضد أمريكا يجب أن يعاقبوا، عندها يجب أن تضع أمريكا إسرائيل على رأس قائمة المطلوبين، وأنا سأثبت في هذا المقال بأن إسرائيل ارتكبت أفعالاً إرهابية قاتلة متعمدة وأعمال خيانيّة ضد أمريكا.
لم تمض أفعال إسرائيل الإرهابية والخيانية الضد أمريكا دون عقاب وحسب بل كوفئت من قبل سياسيّنا الذين خانوا الولايات المتحدة خيانة عظمى.
سأكشف بأن إسرائيل ارتكبت وما زالت ترتكب إرهاباً في الخمسين عاماً الماضية أكثر من أية أمة على هذه الأرض. وبعدها سأفضح إرهاب إسرائيل وخيانتها ضد الولايات المتحدة، وأخيراً سأظهر الحقائق الصاعقة التي تثبت بأن إسرائيل سعت متعمدة إلى موت الآلاف من الأمريكيين في 11أيول/سبتمبر.
لماذا تمت مهاجمة أمريكا؟
لا أحد يجادل بأن ابن لادن إذا كان خلف الإرهاب في مركز التجارة العالمية فإنه يستحق العقاب لقتله هذا العدد الكبير من الناس الأبرياء مهما كانت دوافعه. وفي نفس الوقت، من المهم جداً معرفة لماذا أصبح ابن لادن وملايين آخرين غيره في أنحاء العالم يكرهون أمريكا. لماذا أصبح هناك هذه الكثرة الكاثرة التي لديها الرغبة بالمغامرة بل التضحية بحياتها لتنال منا. أنا بكل تأكيد، آمل ألا يكون من يقرأ هذا الكلام من السذاجة بحيث يصدّق بأن هذه الملايين المتزايدة تكره أمريكا لأننا “أحرار”. هذه الإشاعة هي بكل تأكيد أسخف فكرة سوقت للشعب الأمريكي منذ “بيت روك”.
لإنهاء تهديد الإرهاب ضد الشعب الأمريكي، يجب علينا أن نعرف السبب الحقيقي لماذا نحن مكروهين إلى هذه الدرجة. إن التكنولوجيا الحديثة تجعل الدمار الشامل والإرهاب سهل إلى درجة سخيفة لدرجة أن أي طرف يمكنه فعل ذلك. لا يمكن وقفها بالجبروت العسكري، في الحقيقة حتى القوة المتوحشة التي نستعملها في أفغانستان والتي من المفترض تمسح الإرهاب، تظهر منذ الآن علامات، على قدر كاف، من زيادة الكراهية ضد أمريكا في أنحاء العالم، لتدفع بظهور آلاف من الإرهابيين الجدد مقابل كل إرهابي نقتله.
أتسائل أيضاً ما هي نسبة القتل في أفغانستان؟ ربما مقابل كل عضو يقتل من شبكة القاعدة يقتل عشرة من الجنود الأفغان والمدنيين الذين هم بالأساس مثلنا يحاولون النجاة بأرواحهم. أو ربما إرهابي واحد مقابل كل مئة أفغاني. أنا أشك أن العدد الحقيقي ربما أكثر من ألف قتيل مقابل روح كل إرهابي صميم واحد قد يضايق أمريكا.
ربما علينا أن نكون شجعاناً بما فيه الكفاية للتفكير بالأسباب المحتملة لكراهية هذه الكثرة لنا. فقط عندما نحصل على الحقائق كاملة بدلاً من الكلاشيهات صغيرة وطريفة مثل ” إنهم يهاجمون الحريّة”، عندها نستطيع تقرير ما هي أفضل طريقة لحماية شعبنا في المستقبل.
بالمناسبة، كيف تعرّف ” الهجوم على الحريّة الأمريكيّة”؟ أنا أقول بأن الهجوم الحقيقي على الحرية هو إلقاء مذكرة الحقوق ودستور الولايات المتحدة في سلة القمامة. إن التعديلات العشر هي في حقيقة الأمر لبّ الحرية الأمريكية.لقد قام جورج بوش والكونغرس، متسلحاً بالقانون الوطني الجديد قام بالتأكيد بسلب حرياتنا الدستورية أكثر مما يمكن لابن لادن أن يفعله.
السبب الحقيقي وراء معاناتنا من الإرهاب:
السبب الحقيقي وراء معاناتنا من الإرهاب في الهجوم على مركز التجارة العالمية صاعق البساطة.الكثير من السياسيين الأمريكيين خانوا الشعب الأمريكي خيانة عظمى بتأيدهم الأعمى لأكبر أمة إرهابية على الأرض: إسرائيل.
لا يستطيع الإعلام الأمريكي والحكومة الأمريكة أن تحصل على الشييئين معاً. إذا كانوا متحمسين لمهاجمة أفغانستان بسبب توفيرها الدعم والمأوى للإرهابيين فإن بعض الفلسطينيين سيجد الدافع لمهاجمة أمريكا بسبب توفيرها العون بل الدعم العسكري لإسرائيل، الأمة التي ارتكبت إرهاباً لا يرحم بحقهم.
خونة الولايات المتحدة سمحوا لأمة أجنبية إرهابية بأن تتحكم بحكومة الولايات المتحدة. قد يعتقد بعض القراء بأنه من السخافة جداً من قبلي أن أؤكد بأن أمة أجنبية تتحكم بأمريكا. لكن، فكروا بحقيقة أن الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وليم فولبرايت، قال بالضبط. أكد في برنامج “واجه الأمة” لمحطة سي بي إس التلفزيونية بأن” إسرائيل تتحكم بمجلس شيوخ الولايات المتحدة.” والسناتور فولبرايت لم يكن مغفلاً، فاسمه هو الذي يركض خلفه الطلاب في منحة تسمى منحة فولبرايت. لم يصدر السناتور فولبرايت هذا الاتهام القوي وحسب بل إن رئيس هيئة الأركان المشتركة، جورج براون، وآخرون عدة قد قالوا الشيء نفسه.
” يمكن لنا أن نقول، لا نستطيع أن نقنع الكونغرس أن يساند برنامجاً إسرائيلياً كهذا بأية وسيلة، عندها يقولون لا تقلقوا بخصوص الكونغرس، نحن نتولى أمره. هؤلاء أناس من بلد آخر لكنهم يستطيعون فعل ذلك. فهم يملكون كما تعلمون المصارف في هذا البلد ، والصحف، فقط انظروا أين هي كل أموال اليهود.”
(الجنرال جورج أس براون، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة)
بالطبع فالجنرال براون في الحقيقة يفهم السيطرة اليهودية على الإعلام الأمريكي. فالحقيقة أنهم يسيطرون على غالبية الصحف المؤثرة في أمريكا، بما فيها أكبر ثلاثة منها : نيويورك تايمز، واشنطن بوست و وول ستريت جورنال. وكذلك يملكون المجلات الثلاث الرئيسة : تايم، نيوزويك، ويوأس نيوز آند ورلد ريبورت. ولكن الأهم من ذلك كله أنهم يسيطرون بعمق على الإعلام المرئي والمسموع، وأكبر مؤسستين هما تايم وارنر وديزني، ونطاقهما يشملان إدارة شبكات الأخبار الثلاث الرئيسة: آيه بي سي، سي بي إس، و إن بي سي. والسيطرة على الإعلام بمؤيدي إسرائيل المنحازين موضوع آخر نبقيه لوقت آخر، لكن إذا أردتم توثيقاً كاملاً، فالرجاء الرجوع إلى موقعي www.divadduke.com وافتحوا فصل من My Awakening اسمه: “Who Runs the Media.”.
الإنحيار المتطرف لإسرائيل للإعلام هو السبب بأن معظم الأمريكيين جهلاء بشكل محزن بسجل إسرائيل الإرهابي. كل ما يهدف فعله هذا المقال هو تنفيس بالون الدعاية الإسرائيلية تنفيساً بسيطاً، لأنه بحاجة لبضع طعنات قوية لتفجير بالون الأكاذيب هذا الذي يحيط بإسرائيل.
سأريكم إثباتات موثقة أن إسرائيل خلال السنوات الخمسين الماضية قد انشغلت بإرهاب قاتل أكثر من أية أمة أخرى في هذا العالم، وأنه بمساندة سلوكها الإجرامي، تحصد أمريكا كراهية متزمتة لمئات الملايين من الناس في أنحاء العالم. دعم الإرهاب الإسرائيلي قاد إلى الإرهاب الذي يمارس ضد الولايات المتحدة. معظم الأمريكيين لا يدركون زخم وسعة الإرهاب الإسرائيلي بسبب سيطرة الإعلام اليهودي الذي ذكرة الجنرال براون. مثال واضح على قوتهم التي لا تكاد تصدق هو قدرتهم على تسويق الكذبة الكبرى بأن إسرائيل ليس لها أي دخل على الإطلاق بهجوم مركز التجارة العالمية، وأن المهاجمين الكميكازيين كرهوا وهاجموا الأمريكيين لأننا “أحرار”.
الكذبة الكبيرة:
لا تريد وسائل الإعلام الأمريكية ذات السيطرة اليهودية والسياسيون المتحكم بهم إسرائيليّاً للشعب الأمريكي أن يدرك إدراكاً كاملاً للثمن غير المعقول الذي تدفعه أمريكا لمساندتها العمياء لإسرائيل.في حسابات ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001م حتى الرئيس بوش ردد الكذبة السخيفة، زاعماً بأن الهجمات إنما حدثت لأنهم يكرهون حقيقة أننا أحرار. إذا كان كما قالت الصحافة أن ابن لادن خلف الإرهاب فإنهم يعلمون أن الهجمات لم تحصل بسبب كراهيته للحرية. فقط منذ ثلاث سنوات قابلت قناة ABC التلفزيونيةو PBS فرونت لاين ابن لادن في عهد إدارة كلنتون، وقد صرح أبن لادن بوضوح لماذا يعارض أمريكا:
إنهم(الأمريكيون) وضعوا أنفسهم تحت رحمة حكومة غير موالية لهم، . . . إنها إسرائيل داخل أمريكا. خذ الوزارات الحسّاسة مثل وزارة الخارجيّة ووزارة الدفاع والسي آي إيه، ستجد بأن لليهود اليد العليا فيها. إنهم يستخدمون الولايات المتحدة ليحكموا خططهم على العالم . . .”
لأكثر من نصف قرن، والمسلمون في فلسطين يذبحون ويعتدى على شرفهم وممتلكاتهم. فجِّرت منازلهم، ومحاصيلهم دمرت . . . هذه رسالتي للشعب الإمريكي أن يبحثون على حكومة جادة ترعى مصالحهم ولا تهاجدم بلاد الأخرين، أو كرامتهم.”
مع عدم إقرار ابن لادن على جرائمه، فإن ابن لادن لم ينطق ولو مرة في حياته كلمة ضد الديمقراطيّة! لقد إخترع الإعلام هذه الكذبة لإخفاء الحقيقة، وهي أن أمريكا تهاجم بسبب دعم الحكومة الأمريكية لسياسات إسرائيل الإرهابيّة في الشرق الأوسط. إن الأتفاق على الدعاية لهذه الكذبة الكبيرة من قبل الصحافة دون أي اعتراض يجعل الشخص العاقل يفكر بأن الأمريكيين لا يحصلون على الحقيقة الكاملة من الإعلام.
أولاَ، دعونا نلقي نظرة على إرهاب إسرائيل للفلسطينيين.
إسرائيل: قاتل جماعي زعيم دولة
رئيس وزراء إسرائيل، أرائيل شارون، هو واحد من أكثر إرهابيي العالم تلطخاً بالدماء. إنه المسؤول عن ذبح ما لا يقل عن 1500 رجل وامرأة وطفل في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت. حتى لجنة إسرائيليّة رسميّة وجدت أرائيل شارون مسؤول شخصيّاً عن المذابح اللبنانيّة.
في عام 1982م، كوزير دفاع لإسرائيل ، وجّه شارون الغزو الالإسرائيلي إلى لبنان والقصف العشوائي وتدمير مدينة بيروت(مات في لبنان خمس اضعاف ما مات من أطفال في هجمات أيلول/سبتمبر على نيويورك.) هذا القصف الإرهابي تم من قبل يهود يستعملون طائرات نفّاثة وقنابل زودتهم بها الولايات المتحدة.
بعد التدمير والاحتلال الذي قام به الجيش الإسرائيلي، أخرج شارون مقاتلي يالمقاومة الفلسطينية بالقوة، وتم إبقاء العديد من النساء والأطفال والعجائز في المخيمات الفلسطينية قرب بيروت. ضمنت الولايات المتحدة سلامتهم علانية ووعدت بأن يجتمعوا مع أحبائهم قريباً. لم يكتف شارون بالتخطيط لقتلهم، بل كان يعرف بأن هذا عمل خياني ضد الولايات المتحدة وسيزيد الكراهية الشديدة ضدها.
في ليلة 16 أيلول/سبتمبر عام 1982م، أرسل شارون مجموعات قاتلة من الفرق العسكرية إلى مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين. مع القوات والدبابات الإسرائيلية تحاصر المخيمين عن قرب كي تمنع أي من الفلسطينيين من الهرب، قامت مجموعات القتل، برش وطعن وتهشيم المدنيين الفلسطينيين طوال تلك الليلة، واليوم الذي يليها والليلة التي تلته، كله والإسرائليون يحاصرون المخيمين يستمعون بنشوة لطلقات الرشاشات والصرخات القادمة من الداخل. بعدها أرسل شارون الجرّافات ليخفي أكثر ما يستطيع من المذبحة التي ارتكبها. قتل على الأقل 1500 رجل وأمرأة وطفل فلسطيني تم ذبحهم، وربما 2500. (الرقم الذي توصلت إليه لجنة تحقيق لبنانيّة رسميّة هو 2500) حتى بعد جهود جرّافات شارون، بقي الكثير من الفلسطنيين غير مدفونين، ووجدت الصليب الأحمر عائلات بأكملها بما فيها مئات من العجائز والأطفال الصغار، وقد قطعت حلوقهم أو مثل بهم. وعدد لا يحصى من النساء والبنات تم اغتصابهن قبل ذبحهن.
شارون مطلوب للمحاكمة من محكمة مجرمي الحرب وهي نفس الهيئة التي نجحت بجلب رئيس يوغوسلافيا السابق سلوبودان مِلوزوفِتش بتهم بجرائم ضد الإنسانية في كوسوفو. شارون لن يسافر إلى بلجيكا لأنه يخاف الإعتقال من قبل المحكمة الدولية بسبب المجزرة.
مع أنه مطلوب لجرائمه في صبرا وشاتيلا، يمكن أن يحاكم شارون على أي من مجموعة جرائمه التي ارتكبها خلال خدمته العتيدة، جرائم ضد الإنسانية تعود علىالأقل إلى عام 1953م. تستعيد جريدة هآرتس الإسرائيلة قيادة شارون لمجزرة قرية قبية عام 1953م، ” قتل جنود الرائد أرئيل شارون، سبعين فلسطينياً في غارة انتقاميّة، معظمهم من النساء والأطفال.”
أمريكا التي هللت لقيام محكمة جرائم الحرب باعتقال ملوسفتش تتظاهر بأنها غير عالمة بجريمة شارون الجماعيّة. وبدلا عن تقديم مذكرة توقيف لشارون لجرائمه الجماعية ووضعه في الأغلال التي يستحق، يحيي الرئيس جورج بوش شارون بالقبل والأحضان! كم سيسخر العالم غير مصدق عندما يؤكد بوش بأن شارون “يحارب الإرهاب.”
إذا كان الرئيس بوش جاداً بخصوص عقاب الأمم التي تساند الإرهاب وتؤيه، فعليه أن يبدأ بإسرائيل، أمة قامت بانتخاب واحد من أسوء الإرهابيين وقتلة الجملة في العالم كزعيم دولتهم. هل يعاقب مجلس الشيوخ المتحكم به إسرائيلياً إسرائيل لإيوائها الإرهابيين؟ لا، عوضاً عن ذلك فنحن نزوّد إرهابيها ببلايين من دولارات دافع الضرائب والأسلحة التي سيقتلون بها!
إرتكاب إسرائيل القتل ضد اللاجئين الفلسطينيين بعد ضمان الولايات المتحدة علانية لأمنهم ليس جريمة ضد الإنسانية وحسب بل هي واحد من الخيانات ضد أمريكا. لقد كان شارون والمتورطين الآخرين يعون تماماً بوعد أمريكا المعلن جيداً، بسلامة اللاجئين.
مجزرة صبرا وشاتيلا ضد اللاجئين الفلسطينين كانت الدافع الرئيس وراء الهجوم الإنتحاري الذي قتل 241 من جنود المارينز في بيروت بعد أقل من سنة بعدها، وهذا يوضح بجلاء كيف يؤدي الدعم الأمريكي للإرهاب الإسرائلي إلى نتائج وخيمة على الولايات المتحدة. خلال مناقشة جريدة لوس أنجلس تايمز كتاب إعترافات لعميل سابق للموساد الإسرائيلي أظهر أن الموساد كان لديه العلم المسبق بالهجوم على ثكنات المارينز في لبنان عام 1983م، ولكن خيانياً لم يبلغ أمريكا.
وضمن إدّعاءات أوستروفسكي الصاعقة أن الموساد أخفق بمشاركة الأمريكان بمعلومات إستخبارية كان من الممكن أن تحبط التفجير الانتحاري عام 1983م على ثكنات المارينز في بيروت والذي أودى بحياة 241 أمريكي في الخدمة، . .
إسرائيل: أسسها الإرهاب ضد البريطانيين والفلسطينيين
في محاولاتهم لنزع السيطرة على فلسطين من البريطانيين، شن الصهاينة حملة إرهابية قاسية، بما فيها تفجير فندق الملك داوود، والذي قتل 93 شخصاً. قتلوا بلا رحمة مسؤولين وجنود بريطانيين. أغتال الصهاينة كل من كان في طريقهم، بما فيهم الوسيط الأممي ذو الاحترام العالمي، الكونت فولك بيرنادوت، والذي تجرأ على إخبار العالم عن إرهاب وجرائم الصهاينة. كان خطف الجنود البريطانيين وتعذيبهم حتى الموت تكتيك مفضل عند منظمتي إرغون وستيرن الإرهابيتين. وقد كانت إسرائيل أيضاً أول أمة في العالم تستعمل تقنية الإرهاب الحديث المتمثلة بالرسائل المفخخة، وعلى مرور السنوات أرسلت المئات منها قالتلة العشرات من أعدائها والكثير من المارين في جميع أنحاء العالم. والإرهاب الحالي بإرسال الرسائل الملوثة بالإنثراكس هو ببساطة تطور منطقي للرسائل المفخخة.
إرهاب دير ياسين
الفلسطينيون بالطبع، كانوا أكبر ضحايا الإرهاب الإسرائيلي لنصف القرن هذا. في الحقيقة، أن إسرائيل نحتت دولتها من فلسطين عبر سياسة متعمدة من الإرهاب الجماعي ضد الفلسطينين. وهو الأسلوب الذي ساقت به 800,000 منهم من منازلهم وتجاراتهم ومزارعهم. في كتابه، الثورة، يتفاخر رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحيم بيغن، بدور بذبح 254 فلسطيني في دير ياسين. ( غالبية الضحايا كانوا من الرجال المعمرين، والنساء والأطفال، والذين بقوا في القرية المحتلة من قبل إسرائيل.) يوضح بيغن في كتابه أن دير ياسين والمذابح الأخرى نشرت الرعب بين السكان، متسببة بهروبهم مرعوبين من منازلهم. مكن الإرهاب الجماعي الصهاينة من السيطرة على فلسطين. ويجب التنبه إلى أن اللاجئين لم يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم حتى بعد مرور أكثر من نصف قرن!
ماذا فعل الإرهابيون الصهاينة حقيقة في دير ياسين والقرى الأخرى التي سببوا هرب أهلها منها مرعوبين؟ أعطى طبيب في الصليب الأحمر، جاك دي راينر، الممثل الرئيس للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس، إفادة مذهلة عن المذبحة في تقريره الرسمي.
وصل دي راينر إلى القرية اليوم التالي ورأى”التنظيف”، كما قال له أحد الإرهابيين الصهاينة. لقد تم فعل ذلك بالبنادق الآلية، ثم بالقنابل اليدوية، وتم إنهاؤه بالسكاكين. قام اليهود بقطع رؤوس بعض الضحايا مثّلوا حتى القتل ب52 طفل على مرأى من أمهاتهم. وبقروا أرحام 25 حامل وجزروا الأجنة أمامهن.
الإسرائليون الحاضرون في ديرياسين، أكدوا هذه الفظاعات. صرح ضابط الهاجانا السابق، العميد مائير باعيل، بعد تقاعده عام 1972م، بما يلي حول دير ياسين في يديعوت أحرنوت، وهي مطبوعة يهودية رئيسة:
خرج رجال الأرغون وLEHI من مخابئهم وقاموا ب “تنظيف” البيوت. أطلقوا النار على كل من رأوه، بما فيهم النساء والأطفال، لم يحاول القادة وقف المذبحة . . . تم أخذهم إلى الكسّارات بين دير ياسين وجفعات شاؤول وقتلوا بدم بارد . . .
صرح قائد وحدة الهاجانا التي سيطرت على ديرياسين بعد المذبحة، زافي أنكوري، لصحيفة دافار:
دخلت ست إلى سبع بيوت. رأيت فروج مقطوعة ومعد نساء مقطوعة. من علامات إطلاق النار، كانت جريمة قتل مباشرة.
هل سبق لكم أن رأيتم أي فلم وثائقي تلفزيوني أو من أفلام هوليوود عن الإرهاب الإسارئيلي في ديرياسين أو أي آلاف الأعمال الإرهابية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني؟ لقد يمعت الكثير من موسيقى الكمان المحزنة عن ضحايا هتلر من اليهود، لكن هل سمعتم أي من موسيقى الكمان على نساء دير ياسين اللاتي ذبح أجنتهن من أرحامهن من قبل اليهود المتفوقين؟ هل سمعتم أي من موسيقى الكمان عن ألاف من ضحايا بيغن وباراك وشارون؟ ما يتلائم مع سجلها الإرهابي الطويل ضد الشعب الفلسطيني، لدى إسرائيل عادة إنتخاب أشد إرهابيها إجراماً والقتلة الجماعيين كزعماء للدولة.
لدى الولايات المتحدة جناح خاص كامل في وزارة العدل لملاحقة النازيين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية. وبينما تطارد الولايات المتحدة العجائز من مجرمي الحرب الألمان المحتملين ، يتناول رؤساء الأمريكيون عشاء رسمي تكريماً للمجرمين اليهود!
السيد بوش مغرم بالحديث عن مسح الإرهابيين الأشرار، ورغم ذلك ألم تكن مجزرة مثل ديرياسين عملاً شريراً خالصاً واضحاً بما فيه الكفاية؟
كما يوضح بيغن في كتابه الثورة، الإرهاب ضد الفلسطينين كان عاملاً رئيساً في تأسيس إسرائيل. لقد أسس إسرائيل ووضع دون شك نغمة إرهاب أمتدت لأكثر من نصف قرن ضد الفلسطينين.
52 عاماً من الإرهاب المتواصل ضد الفلسطينين
منذ 1948م والفلسطينيون يواجهون الإرهاب المستمر من قبل إسرائيل. تم إزالة مئات القرى وتم حرفيّاً مسحها عن الخارطة. عشرات الآلاف من المنازل تم تفجيرها، وتجريفها، وتلغيمها أثناء وقت السلم! عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال تم قتلهم. وعدد أكبر تم إعماؤه وإقعاده وتشويهه والتمثيل به. مئات الآلاف تم سجنهم أو/و تعذيبهم.
وما يجري الآن بعد المقاومة الفلسطينية للإحتلال الإسرائيلي، لم تخجل أبداً إسرائيل من قصف مخيمات اللاجئين الممتلئة بالنساء والأطفال. الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وحتى الطائرات المقاتلة النفّاثة معتادة على إلقاء قنابلها أو إطلاق صواريخها في قلب الأحياء الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية المكتظة بالنساء والأطفال. وهذه الأسلحة لا تستطيع التمييز بين إرهابي مشبوه، وبين طفلة عمرها ثمان سنوات. فهذه الإسلحة من المؤكد بأنها تستطيع قتل الأطفال كما تستطيع قتل أعداء الدولة.
الفلسطينيون الذين يشك في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية أو غزّة يتم مهاجمة أهليهم ومنازلهم بمدافع الدبابات الإسرائيلية والصواريخ والقنابل. وبعد مقتل من يشتبهون به أو سجنه، يقوم الجيش الإسرائيلي بتجريف أو تفجير منازل عائلاتهم. تم تدمير آلاف المنازل بهذه الطريقة.
قتلت إسرائيل أيضاً مئات من القادة الفلسطينين إغتيالاً وبالهجمات الإرهابيّة. وهذه الهجمات كثيراً ما تقتل المارة الأبرياء. الكثير ممن تم غغتيالهم لم يكن لهم ارتباط بالإرهاب والعنف بأية طريقة؛ كانوا ببساطة شعراء، كتّاب، أو مشايخ والذين كانوا يلهمون مواطنيهم نحو الحريّة. رئيس الوزراء السابق لإرائيل شارون كان أيهود باراك. في عام 1972م في وقت السلام بين إسرائيل ولبنان، قاد فرقة قاتلة من القوات الخاصة في بيروت، لبنان حيث قام سخصيّاً باغتيال الكاتب كمال عدوان. في منتصف الليل مستخدماً بنادق نصف آلية مكتومة الصوت، قام هو وفريقه بقتل العدوان وهو ينام في سريره. عندما جاء رئيس الوزراء المنتخب حديثاً، أيهود باراك، إلى نيويورك وواشنطن، عاملت الصحافة المتحكم بها يهودياً هذا القاتل على أنه بطل من الفاتحين.
المعايير المزدوجة يبدو أن لا نهاية لها. عندما تم إغتيال عضو مجلس الوزاري المصغّر رحبعام زئيفي، من قبل فلسطينيين في تشرين الثاني/أكتوبر عام 2001م ، شجبها شارون والمسؤولون الأمريكيون كإرهاب. إذا كان إطلاق النار على زئيفي حقاً إرهاب، فماذا نسمي إغتيال إسرائيل لمئات من السياسيين، ، والفلاسفة، والمشايخ، والشعراء الفلسطينيين على مر السنوات؟ لماذا لا تبيّن الصحافة أن زئيفي نفسه كان يهودياً متعجرفاً كان يصف الفلسطينيين الذين يعيشون ويعملون بشكل غير قانوني في إسرائيل بـ”القمل”، و بـ” سرطان يعيش وسطنا”. ئيفي نفسه كان إرهابيّاً وكان ينظّر للطرد القسري لكل الفلسطينيين من المناطق المحتلة واغتيال كل من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي. حتى أنه دعى علانية لاغتيال ياسر عرفات. ومع ذلك فإن نفس الصحافة التي تسمي اغتياله إرهاباً، لا تسميه زئيفي الذي يؤيد الإغتيال إرهابيّاً، ولا حتى متعجرفاً يهودياً. إن اغتيال زئيفي نفسه كان رداً على اغتيال إسرائيل لزعيم فلسطيني قبله بعدة أسابيع.
في عام 1991، في اجتماع لمجلس وزراء إسرائيل المصغر، قال زئيفي بأن الرئيس جورج بوش بدفعه إسرائيل إلى محادثات السلام، هو “عدو لإسرائيل” وأن “أمريكا تخطط لمحرقة يهودية أخرى.” مع “حليف” مفترض كهذا هل تحتاج أمريكا إلى أعداء؟
قوة اليهود في الإعلام العالمي تبعد الكثيرين عن معرفة إرهاب مئات من الإغتيالات الإسرائيلية. في الحقيقة، حتى قبل الهجوم الإرهابي على م.ت.ع. في أيلول/سبتمبر، وجهت الـ BBC مراسليها بتسمية الإغتيالات الإسرائلية لإعدائها كـ” قتل مستهدف” وليس كما هو حقيقة. بينما أشارت الـ BBC نفسها(والتي لديها عدد كبير من المدراء اليهود) إلى قتل زئيفي كعملية اغتيال، وليس “قتل مستهدف”. لقد تم استهداف العامة لهذا النوع من التضليل والصحافة المشوه للتعامل مع إسرائيل لسنين. لذا لا عجب أن قليلاً من البريطانيين وحتى أقل من الأمريكيين يعرفون شيئاً عن سجل إسرائيل الإرهابي.
إرهاب التعذيب الإسرائيلي: ما لا يقل عن 150,000 ضحية
إن التعذيب الوحشي لآف من أعداء المرء يجب أن يصنّف كأحد أبشع أنواع الإرهاب. لقد تم تعذيب عشرات الآلاف من الفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة. أكدت لجنة حقوق إنسان إسرائيلية في تقرير من ستين صفحة أن 85% من المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب أثناء التوقيف(17). وعليك أن لا تشك أبداً بأن ما تعرض له هؤلاء الفلسطينيين لا يمكن بأن ترى سوى في أسوء كوابيسك. وتتراوح وسائل التعذيب لدى إسرائيل من تغطية الرأس بكيس منقوع بالبول والغائط يربط على الرأس إلى استخدام قضبان الماشية الكهربائية للاغتصاب الشرجي والتمثيل. وفي كثير من الأحيان لا تعترف إسرائيل بمن تحتجزهم، لذا إذا أرادوا أن يقتلوا أو يعذّبوا فلسطينيّاً ما حتى الموت بينما هو في التوقيف فإن جثة ستختفي بكل بساطة، أو سيدّعون فيما بعد أنه قتل أثناء في معركة مع الشرطة الإسرائيلية قبل اعتقاله. الكثير من الفلسطينيين والبنانيين قتلوا أثناء وجودهم في يالتوقيف لدى إسرائيل.
ذكر مقال توثيقي كتبه جول جرين بيرغ في النيويورك تايمز المتعاطفة جداً مع إسرائيل كأمر إعتيادي بأن إسرئيل تعذّب من 500 إلى 600 فلسطيني كل شهر(18). هذا الرقم، الذي هو أغلب الظن أنه منخفض جداً لأنه يأتي من صحيفة متعاطفة جداً مع إسرائيل، يعني أنه كل عام يتم تعذيب 6000 آلاف فلسطيني على الأقل في إسرائيل. تعذيب الفلسطينيين في إسرائيل مستمر منذ عام 1948م (53 سنة حتى تاريخ اليوم). وإذا استخدم المرء فقط نصف عدد الفلسطينيين الذين قال السيد جرين بيرغ أنهوا يعانون من التعذيب كل عام فإن 150,000 إنسان تم تعذيبه في السجون الإسرائيليّة منذ تأسيس الدولة اليهوديّة.
إنحناء أمام مشاكل إسرائيل في مجال العلاقات العامة بسبب تشريعها التعذيب، في عام 1999م أصدرت المحكمة الإسرائيلية الدستورية حكماً غائماً بأن التعذيب شيء غير قانوني، لكن مجموعات الحقوق الفلسطينية والإسرائيلية تعرض الكثير من الأدلّة بأن الحكم هو مجرد حملة علاقات عامة.إنهم يعطون أدلة بأن التعذيب استمر بعد الحكم كما كان قبله(19).
إقتداء بإسرائيل بدأ الصحفيّون اليهود بالمحاججة استعمال التعذيب فيب أمريكا! في عدد حديث للنيوزويك عنوان لمقال ” حان الوقت لنفكر في التعذيب: إنه عالم جديد، والبقاء قد يتطلب بشدة إستخدام الـتقنيات القديمة والتي تبدو مستحيلة.”(20) حتى بطل الحريّات المدنية المفترض، ألن ديرشوتز ، يحاجج له.
فكتور أوستروفيسكي، عميل سابق للموساد، كتب كتابين عن إرهاب إسرائيل ضد أعدائها. في أحدهما، يناقش مصير الفلسطينيين الذين يعبرون الحدود إلى إسرائيل بصورة غير قانونية من أجل العمل. آلاف كثيرة من هؤلاء الشباب لم يسمع عنهم مجدداً بعد أسرهم من قبل القوات الإسرائيلية. بعض يؤخذ إلى مرافق ABC حيث يتعرضون إرهاب محتوم كيمائيا وبيولوجياً ونوويّاً.
ABC ترمز لـ ( :Atomicنووي)، (Bacteriological : جرثومي)، (Chemical : كيماوي). أنه حيث يطوّرعلماؤنا آلات يوم القيامة. . إذا كان هناك حرب شاملة قد تحتاج إلى هذا النوع من الأسلحة، لم يكن هناك مجال للخطأ. المتسللون الفلسطينيون تم الأستفادة منهم في هذا المجال. كخنازير تجربة بشريّة، كان باستطاعتهم تأكيد أن الأسلحة التي كان العلماء يطورونها تعمل كما يرام ويمكن أن يؤكدوا كم كانوا يعملون بسرعة وجعلهم أكثر فاعليّة.
الإرهاب ضد الشعب اللبناني
خلال الغزو والاحتلال الإسرائيلي للبنان من عام 1978م و2000م. توفي 15,000 مدني على الأقل. كمثال على الإرهاب الإسرائيلي قصفها المتعمد لمركز الأمم المتحدة في قانا، لبنان والذي حدث قبل خمس سنوات فقط. المقال التالي لم يكتبه فلسطيني أو عربي أو مسلم، لكن من قبل رجل إنجليزي هو روبرت فيسك، أحد أكثر الصحفيين العاملين في مجال الشرق الأوسط إحتراماً. إنه يكتب لصحيفة لندنية هي الإندبندنت. إذا أراد أمريكي أن يفهم الحقد الذي تولّدته إسرائيل ضد أمريكا، فليتجرأ على قراءة هذا العرض المقزز ولتجرأ على إلقاء نظرة قريبة على الصور التي تري حقائق الإرهاب الإسرائيلي.
غالبية الأمريكيين قرأوا عدد لا يحصى من العروض لفظاعات الهولوكوست اليهودي وحتى قصص عن ضحايا إسرائليين في عمليات الفلسطينيين الإنتحاريّة. لقد رأوا العشرات من الأفلام الوثائقيّة المقززة عن الضحايا اليهود، ولكن غاليبة الأمريكيين لم يقرأوا أبداً حتى ولو عرضاً واحداً كالمستشهد به هنا. لن تقرأ كهذه العروض في الصحف والمجلات الإخباريّة الأمريكيّة.
قانا، جنوب لبنان – كانت مذبحة. لم أرى منذ صبرا وشاتيلا أبرياء يذبحون بهذه الطريقة. اللاجئون اللبنانيون من الأطفال والنساء والرجال ممدون في أكوام، أيديهم أو أذرعهم أو أرجلهم مفقودة، مقطوعي الرؤوس أو مشوهين. كان هناك أكثر من مئة منهم بالتأكيد. رضيع بلا رأس. حصدتهم القذائف الإسرائيليّة بينما كانوا ينامون في ملجأ الأمم المتحدة، معتقدين بأنهم آمنون تحت حماية العالم. ومثل مسلمي سربينتشا، كان مسلمو قانا مخطئين.
أمام مبنى محترق لمركز قيادة السرية الفيجيّة التابعة للأمم المتحدة، كانت بنت تمسك بجثة بين يديها، جسد رجل أشيب الشعر كانت عيناه تحدقان بها، وهي تهزّ الجثة أماماً وخلفاً، تعول وتنادي بكلمات مرات ومرات:” أبي، أبي.” وقف جندي فيجي وسط بحر من الجثث، دون أن يقول كلمة، حاملاً عالياً جثة طفل بلا رأس.
. . . عندما مشيت نحوهم، إنزلقت على يد بشرية . . .
كان الذبح الإسرائيلي للمدنيين في هجوم العشرة أيام هذا 206 حتى ليلة البارحة، ناقماً جداً وغير هياب جداً، بحيث لن ينسى لبنانيّ واحد هذه المجزرة. لقد تم مهاجمة سيارة إسعاف يوم السبت، الأخوات تم قتلهن في الدامور(Yohmor) قبله بيوم وطفلة عمرها سنتين تم بتر أطرافها من قبل صاروخ إسرائيلي قبل أربعة أيام. وقبله البارحة ذبح الإسرائيليون عائلة من 12 شخصاً أصغرهم طفل عمره أربعة أيام، عندما أطلق طيّار مروحيّة إسرائيلية صواريخاً على منزلهم.
بعدها بقليل، أسقطت القاذفات الإسرائيلية قنابل على بعد 250 متراً فقط من قافلة للأمم المتحدة كنت أسافر معها، مفجّرة منزلاً 30 قدماً في السماء أمام عيني. عندما كنت راجعاً إلى بيروت لأبعث تقريري حول مجزرة قانا إلى الإندبندنت ليلة أمس، وجدت زورقين حربيين إسرائيليين يطلقان النار على سيارات مدنية على جسر نهريّ شمالي صيدا.
كان جندي فرنسي من الأمم المتحدة، يهمهم بالشتائم وهو يفتح حقيبة كان يجمع فيها أقداماً وأصابع وأجزاء من أذرعة . .
فجأة لم نعد جنوداً للأمم المتحدة وصحفيين بل غربيين، حلفاء إسرائيل، هدف للكراهية والسم الناقع. حدّق بنا رجل ملتح بنظرة شرسة في عينيه، ووجهه مسود من الغضب.صرخ بنا “أنتم أمريكيون”، ” الأمريكيون كلاب. أنتم فعلتم هذا. الأمريكيون كلاب.”
تحالف الرئيس بل كلنتون مع الإسرائيليين في حربهم علىالإرهاب، واللبنانيون، في حزنهم، لم ينسوا هذا. كان تعبير الإسرائليين عن حزنهم بمثابة دلك جراحهم بالملح.قال رجل عجوز ” أود أن أتحول إلى قنبلة وأفجر نفسي وسط الإسرائيليين.”
لو قرأ الأمريكيون المقال أعلاه الذي كتبه روبرت فيسك، لساعدهم على فهم لماذا يتم كراهية الأمريكيين ولماذا يواجهون هجمات الكميكازيّة (الإنتحاريّة) الإرهابيّة.إذا أردتم معرفة المحفزات الحقيقيّة لإرهابيين مثل أسامة بن لادن، فإن مجلة ذي نيشن ، أجرت مقابلة معه في 21 أيلول/سبتمبر 1998م. تصف فيه ردة فعله تجاه مجزرة قانا الإسرائيليّة.
عندما رأيت ابن لادن آخر مرّة، كان ما زال مسكوناً بالمجزرة الإسرائيليّة ضد 107 لاجئين لبنانيين محتمين بمعسكر الأمم المتحدة في قانا في نيسان/إبريل 1996. إدعت إسرائيل بأنها “غلطة”، وأعترفت الأمم المتحدة بها، فيما وصفها الرئيس كلنتون بأنها “مأساة” وكأنها كارثة من صنع الطبيعة. قال ابن لادن:”لقد كانت عملاً إرهابياً دوليّاً”، ” يجب أن يكون هناك عدل.” ثم قال ” ومحاكم للموجهين الإسرائليين.” استخدم كلنتون نفس الكلمات تقريباً عن ابن لادن ومؤيديه في آب/أغسطس. لكن الصم كانوا يتحدثون إلى صم.(24)
لأن يرى معظم الأمريكيين عروض مثل عرض روبرت فيسك هذا عن قانا. فقد منعت قبضة إسرائيل على الصحافة والحكومة الأمريكيّة بنجاح معظم قصة الإرهاب الإسرائيلي المستمرة ضد الفلسطينيين. وسأظهر الآن أنهم استطاعوا أن يخفوا أعمال إسرائيل الحربيّة والإرهابيّة القاتلة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
الإرهاب الإسرائيليّ ضد أمريكا
في 1955م، أطلقت الحكومة الإسرائيليّة عملية إرهاب ضد الولايات المتحدة الأمريكية سميت عملية سوزانه. تآمرت على قتل أمريكيين ونسف منشئات أمريكية في مصر. كانت خطتهم أن يتركوا أدلة كاذبة بأن المصريين قاموا بها، كي يدفعوا أمريكا للذهاب إلى الحرب مع إسرائيل ضد مصر. نمجح العملاء الإسرائليون بنسف بعض مراكز البريد والمكتبات الأمريكية في القاهرة والإسكندريّة. وفي طريقه لنسف دار للسينما، هي مسرح مترو-جولدوين-ماير، إنفجرت قنبلة عميل إسرائيلي قبل وقتها. ولحسن حظ أمريكا ومصر معاً، كشفت المؤامرة وتم إيقافها في مراحلها الأولى.
وبسبب اعتقال عملاء إسرائليين، علم العالم بالخيانة الإسرائيلية وأجبر فيما بعد وزير الخارجيّة الإسرائيلي، بنحاس لافون، على الإستقالة. عرف هذا الفصل كله فيما بعد بفضيحة لافون. واليوم تقوم الصحافة الأمريكيّة المسيطر عليها يهوديّاً ودور النشر، بالتغطية بخفّة على هذه الخيانة الإسرائيليّة ضدنا. ولا يعرف معظم الأمريكيين شيئاً عنها. على سبيل المثال، هناك ذكر بسيط لعملية لافون موجود في موسوعة إنكارتا الشائعة. أنه مقال عن “بن غوريون” مؤلف من قبل المؤيد للصهيونيّة، برنارد ريخ. بالمناسبة يصور الكاتب في مقاله طرية الإعلام بصورة نموذجيّة. عندما يفترض الأمريكيون انهم يقرأون موسوعة غير منحازة وعروض مجلات إخباريّة، كثيراً جداً ما يقرأون عروض تم كتابتها من قبل صهاينة يهود متصلبين.
عاد بن غوريون إلى السياسة في 1955 ليستبدل وزير الدفاع بنحاس لافون، والذي استقال بعد محاولة فاشلة لتخريب علاقات مصر بالغرب.(25)
لاحظ كيف يقول المقال بخنوع،” محاولة فاشلة لتخريب علاقات مصر بالغرب.” ماذا يعني هذا ؟ “تخريب العلاقات” تبدو وكأن إسرائيل ربما تكون قد قالت أمور سيئة عن مصر وعن أمريكا خلف كل من ظهر الآخر. هذا الخداع المتعمد المستخدم في هذا المقال من قبل كاتبه اليهودي هو نموذج من التدليسات التي تجري بدون حساب في الإعلام.
يجب أن يكون السطر في الموسوعة كما يلي:
” … والذي أجبر على الاستقالة بعد أن قبض على إسرائيل وهي ترتكب تفجيرات إرهابيّة ضد الولايات المتحدة كي تورّط خيانيّاً، أمريكا بحرب مع عدو إسرائيل.”
أنا متأكد أن تسعين في المائة من الذي قرأوا هذا لم يسمعوا به من قبل. قد يعتقد البعض أنني أخترع هذا كله من عند نفسي. حسناً، إذا كان ما زال لديك شك بأن إسرائيل ارتكبت هذه الأعمال الإرهابيّة ضد أمريكا في مصر، فهذا استشهاد من مقال حديث ظهر في الصحيفة اليهوديّة “مومنت”، مكتوب من قبل صاموئيل كاتز، وموجه لجمهورها المحدود. إنه أكثر مباشرة، ومع ذلك ما زال يحذف كلمة الإرهاب الإستفزازيّة، وهي كلمة تستخدمها ضد الفلسطينيين الذي ينسفون مكتباتها وسينماتها.
والأخطاء كانت شائعة كالنجاحات الباهرة. في منتصف الخمسينيات، أمان (وكالة الفاع اليهوديّة) عانت من تراجعات خطيرة خلال عملية سوزانه الشهيرة، عندما أثار الإسرائيليون يهود مصر لمهاجمة الأهداف الأمريكيّة والبريطانيّة وتصعيد المشاعر المعاديّة للغرب. تم اعتقال الكثير من اليهود، وتم إعدام البعض. كانت العملية غير المتقنة إحراجاً حاداً لحكومة رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون ووزير دفاعه، بنحاس لافون(26)
لذا عرفنا كيف أن ما يسمى “خير أصدقائنا في الشرق الأوسط”، إسرائيل، تكافئ الولايات المتحدة على دعمها المالي والعسكري اللامحدود: بارتكابها هذا الإرهاب ضدنا! فكروا بحقيقة أن معظم الأمريكيين لم يسمعوا مطلقاً بهجوم إرهابي إسرائيلي ضدنا.
لو كانت الحكومة المصرية خلف هذا الإرهاب ضد أمريكا، لاعتبرناه بحق عمل حرب ولهاجمناها بالمقابل، كما فعلنا بالضبط ضد أفغانستان. والصحافة، كانوا سيطبلون لهجمات من هذا النوع كما طالبوا بهجمات على أفغانستان. في الحقيقة، لقد هاجمنا أفغانستان على أرضية أقل بكثير مما لدينا ضد إسرائيل. لا يوجد هناك دليل على أن أفغانستان أقرّت أو حتى كان لديها علم عن الهجوم على مركز التجارة العالمية، لكن في فضيحة لافون، فقد ارتكبت الحكومة الإسرائيلية عمل حرب مباشر ضد الولايات المتحدة.نحن بالطبع،لم نرد بقصف تل أبيب ، ولم نقطع علاقتنا الدبلوماسية. في الحقيقة نحن لم نقطع حتى بلايننا(ملياراتنا) من الدولارات كمساعدات مالية وعسكرية.
لو أعطى أي مسئول حكومي أمريكي عوناً لليابان بعد الهجوم على بيرل هاربر لتمّت محاكمته كخائن للولايات المتّحدة.
دعوني أكن صريحاً تماماً. إنّ هؤلاء الأمريكيين في الحكومة، الذين واصلوا دعم إسرائيل بعد ارتكابها هجمات إرهابية ضد شعب الولايات المتحدة، ارتكبوا بوضوح، خيانة ضد بلدنا.
لو أن زعماء أمريكا، بعد هجوم إسرائيل الإرهابي ضدنا في فضيحة لافون، أوقفوا ببساطة عونهم الخيانيّ لإسرائيل، لما كانت هناك هجمات إرهابية لاحقة ضدنا كمركز التجارة العالمية والبنتاجون.
الهجوم الإرهابي الإسرائيلي على يو إس إس ليبرتي
ارتكبت إسرائيل مرة أخرى، في حرب الأيام الستة، عام 1967م، عملاً إرهابيّاً شنيعاً ضد الولايات المتحدة الأمريكية. ففي الثامن من حزيران/يونيو استخدمت إسرائيل مقاتلات وقوارب طوربيد غير معلّمة، لشن هجوم لمدة ساعة ونصف ضد سفينة البحريّة الأمريكيّة يو إس إس ليبرتي، مكلفة 34 روحاً أمريكية و171 جريحاً.(27) هاجم الإسرائيليون أولاً أبراج اللاسلكي التابعة لليبرتي في محاولة لإيقاف علم الأسطول السادس بأن الإسرائيليين هم المهاجمون. وبعد أن قصفت المقاتلات الإسرائيلية السفينة بعنف وأمطرتها بالرصاص، أرسلت إسرائيل قوارب الطوربيد لإنهاء المهمة، حتى أنهم أطلقوا رصاص مدافعهم الرشاشة على قوارب النجاة ليتأكدوا أنه لن يكون هناك ناجون (شهود) يمكن أن يكشفوهم.
بطولة وشهامة ربان السفينة وطاقم ليبرتي فقط، منعتا المخطط الإسرائيلي من النجاح. فقد استطاعوا أن يبقوها عائمة وأن يعلموا الأسطول أن إسرائيل، لا مصر، هي التي هاجمت السفينة. وعندما علمت إسرائيل أن مخططها فشل، انسحبت وادّعت بسخافة أنّ الأمر هو خطأ في تشخيص الهويّة. قالوا بأنهم أخطأوا السفينة ليبرتي على أنها سفينة مصريّة.
وزير خارجيّة الولايات المتحدة الأمريكيّة في ذلك الوقت، دين راسك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال ثوماس مورر، قالا بأن الهجوم لم يكن حادثاً، وأن إسرائيل هاجمت السفينة ليبرتي متعمدة. على سبيل المثال، كان يوماً صافياً بريح مستقرة، وحملت ليبرتي راية أمريكية ضخمة وأرقاماً تعريفيّة دوليّة ضخمة على متنها. حامت الطائرات الإسرائيلية حول السفينة وقامت بالطيران فوقها قبل الهجوم بمدة طويلة، مقتربة لدرجة أن ملاحي الليبرتي كانوا يرون أيدي الطيّارين وهي تلوح لهم وهم يمرون. وكما في فضيحة لافون، كانت تأمل إسرائيل بأن يلام عدوها، المصريين، على هذا العمل. هذه المرة منعت شجاعة وسعة حيلة طاقم الليبرتي، فقط، أن يمنعوا تطور هذه المسخرة.
لم تعبّر الصحافة الأمريكية المسيطر عليها يهوديّاً عن هياج بسبب الهجوم وقبلت بالتواء العذر الإسرائيلي لها. حتى مع أن وزير دولتنا(secretary of state) ورئيس هيئة الأركان المشتركة قالا أن الهجوم الأمريكي كان متعمداً، حتى أن اللوبي اليهودي استطاع أن يمنع تحقيقاً من قبل الكونغرس في الموضوع. وفي المقابل عندما أسرت أخت ليبرتي السفينة باوبلو من قبل كوريا الشمالية في العام التالي 1968م بخسارة حياة واحدة فقط، شكّل الكونغرس تحقيقاً رسميّاً في الهجوم. ما زال إلى الآن لا يوجد تحقيق رسمي في الهجوم على ليبرتي. تم منح قائد ليبرتي، الكابتن وليم ماكغوناغل، أعلى وسام أمريكي، وسام الكونغرس للشرف، لشجاعته الفائقة خلال الهجوم الإسرائيلي. لكنه منح الوسام في احتفال هادئ في ساحة البحرية الأمريكية، وليس في البيت الأبيض (كما هي العادة)، كي لا يتم جرح صورة العدو ذاته الذي قتل 34 من رفاقه وجرحه هو نفسه مع 174 أمريكي آخر على ليبرتي!
كيف رد القادة السياسيون للولايات المتحدة على هذا العمل الحربي الإسرائيلي ضدها؟ هل قصفت أمريكا تل أبيب كما فعلت بكابُل، في، أفغانستان؟ لا، فقد ارتكبت الحكومة الأمريكية مع الصحافة المسيطر عليها يهوديّاً حالة واضحة من الخيانة العظمى ضد أمريكا بتغطيتها هذا الهجوم الإرهابي الشرس، وما زالت ترسل مليارات الدولارات من الضرائب الأمريكية إلى إسرائيل كدعم عسكري ومالي.
مرة أخرى، استحضر مثال بيرل هاربر. لو أعطى أي مسئول في الحكومة الأمريكية دعماً أو تأييداً لليابان بعد هجوم 1941م لتمت محاكمته كخائن للولايات المتحدة. أنا أتهم هؤلاء المسئولين في الحكومة الأمريكية والذين يتعاون مع اللوبي اليهودي والصحافة في دعمهم المستمر لإسرائيل بعد هجومها على ليبرتي، بأنهم خونة للولايات المتحدة الأمريكية!
لو أننا بعد الهجوم الإسرائيلي الغادر على ليبرتي ببساطة أوقفنا الدعم الخياني لدولة إسرائيل الإرهابيّة، لما عانيا بكل تأكيد من إرهاب 11 أيلول/سبتمبر 2001م.
إسرائيل: أمة تتجسس على أمريكا وتبيع أسرارنا إلى أسوء أعدائنا
في الثمانينيات جندت إسرائيل اليهودي الأمريكي، جوناثان بولارد، ليتجسس على الولايات المتحدة. وبعد القبض عليه، كان أول إدعاء للمسئولين الإسرائيليين بأنه “عميل أحمر”، لكنهم اعترفوا فيما بعد أن بولارد كان يعمل لصالحهم منذ البداية. ما عدا الجاسوسين اليهوديين الآخرين، إيثل و جوليس روزنبرغ، والذين أعطيا أسرار قنبلتنا النووية للسوفيت، ربما لم يتسبب أي جاسوس إطلاقاً بضرر لبلدنا كما تم من قبل هذا الجاسوس الإسرائيلي المنفرد: جوناثان بولارد.
لم يدمر استخدام إسرائيل لمعلومات بولارد عملياتنا في الشرق الأوسط بل دمرت أداتنا الاستخباريّة في الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقيّة.(28) تم إعدام الكثير من أكثر عملاء أمريكا إخلاصاً وكفاءة في العالم الشيوعي بسبب بيع إسرائيل أو إفشائها لمعلومات بولارد إلى الاتحاد السوفيت.(29) وكما يظهر المقال أدناه الذي كتبه إيريك مارغولس، فإن صديقنا وحليفنا الرائع، إسرائيل، لم تسمح للولايات المتحدة حتى بأن تستجوب عملاء الموساد الذي تولوا تجسس بولارد كي يحدّدوا المدى الكامل للضرر الذي وقع على الولايات المتحدة والأخطار المحدقة بالعملاء الأمريكيين عبر البحار.
بعض أشد الأسرار حساسية المسروقة من قبل بولارد قد تكون إمّا بيعت أو أفشيت من قبل إسرائيل للاتحاد السوفيتي.
عدد من عملاء CIA المهمين في الكتلة الشرقية تم إعدامهم بسبب جاسوسيّة بولارد. من المرجح أن الـ KGB قد وصلت إلى أكثر رموز أمريكا سريّة إمّا عبر إسرائيل أو عبر جواسيسها في الحكومة الإسرائيليّة. بالمختصر، فإنّ خيانة بولارد سبّبت إحدى أسوء الكوارث الأمنيّة في تاريخ أمريكا المعاصر…
إذن، فإسرائيل التي تتلقى مليارات من الدعم الأمريكي، قامت غدراً بالتجسس والإضرار بأمن الولايات المتحدة ذاته. ولاستعراض المزيد من بغضهم لنا، فقد أفشوا أكثر المعلومات سرية، والتي سرقوها منا، إلى أسوء أعداء أمريكا. وحتى بعد اعتذار إسرائيل، الداخل ضمن العلاقات العامة، لنا عن تجسس بولارد بقيت تتجسس علينا. فقد نشرت لوس أنجلس تايمز في عام 1997م أن أمريكي يهودياً اسمه ديفيد آيه. تيننباوم، اعترف ب”إفشاء أسرار إلى إسرائيل.”(30) وبكلمات لوس أنجلس تايمز، ” مهندس مدنيّ يعمل في وحدة قيادة للجيش قرب ديترويت اعترف بإفشاء معلومات عسكريّة سريّة إلى مسئولين إسرائيليين خلال السنوات العشر الماضية.”
وحتى بعد أن أثبتت إسرائيل رغبتها بالتجسس علينا والإضرار بشدة بعمليات أمريكا الاستخباريّة، فقد عيّن الرئيس كلنتون يهودياً صهيونيّاً مخلصاً ليرأس مجلس الأمن القومي، وهو أعلى منصب إستخباري في البيت الأبيض. وحتى اليوميّة الإسرائيلية معاريف وصفت بيرجر بأنه يهودي دافئ، بمعنى أنه مخلص لإسرائيل أولاً.(31) إن تعيين بيرجر كرئيس لمجلس الأمن القومي بعد قضيّة بولارد التجسّسيّة هو الجنون بعينه.
إن حقيقة أن إسرائيل استطاعت أن تقترف كل هذه الفظاعات ضد الولايات المتحدة دون أن تعاني هجمات الصحافة القاسية ضدها وحتى إنهاء الدعم لإسرائيل، يظهر سيطرتها الجبّارة علينا والخيانة التي تصل إلى أعلى مراتب المؤسسة الأمريكية. لا عجب إذن أن استطاع أريئل شارون أن يقول التصريح التالي لشمعون بيرس عندما اقترح أن إسرائيل قد تخسر الدعم الأمريكي إذا لم تسحب عدوانها الأخير. رد شارون:
كل مرة نفعل شيئاً تقول لي أن أمريكا قد تفعل هذا وقد تفعل ذلك…أريد أن أخبرك بشيء بمنتهى الوضوح: لا تقلق بشأن الضغط الأمريكي على إسرائيل. نحن، الشعب اليهودي، نتحكم بأمريكا، والأمريكيون يعرفون ذلك.-أريئل شارون، 3 تشرين الأول/أكتوبر 2001م(32)
لم يكن جوناثان بولارد وحده من ارتكب الخيانة العظمى بحق أمريكا. كل أولئك الذين في الحكومة الأمريكية وما زالوا يواصلون الدعم المالي والعسكري لأمة أجنبية تتجسس علينا وتخرب عملياتنا الاستخباريّة بشدة (بالإضافة إلى التسبّب بموت عملاء أمريكيين) ارتكبوا الخيانة العظمى بحق الولايات المتحدة الأمريكية. لو كان هناك حكومة أمريكية وطنية لأنهت دعمنا لإسرائيل، وهو أقل ما يمكن فعله، رداً على هذه الأعمال الخيانيّة المستمرة ضد الولايات المتحدة. إن دعم أمة أجنبية بعد ارتكابها المتعمد لمثل هذه الأعمال الخيانيّة ضد أمريكا ليس أقل من خيانة عظمى.
الهجوم على مركز التجارة العالميّة
إذن، السجل واضح. إسرائيل هي أسوء دولة إرهابيّة بلطجيّة على وجه الأرض. إسرائيل وقادتها الإرهابيين أمثال بيغن، شامير وشارون، ارتكبوا نصف قرن من التطهير العرقي الوحشي، قصفاً وإصابةً وتعذيباً وقتلاً ضد الشعب الفلسطيني.
كما ارتكبت إسرائيل عدد لا يحصى من الأعمال الخيانيّة والإرهابيّة ضد الولايات المتحدة الأمريكية كما بيّنت في توثيق فضيحة لافون، وفضيحة تجسس بولارد، والهجوم على ليبرتي.
وبسبب قوة إسرائيل الطاغية في الإعلام والحكومة، ما زال الخونة للولايات المتحدة يواصلون دعمهم، بلا خوف يذكر، لهذه الدولة الإرهابيّة البلطجيّة.
في الحقيقة لقد زود خونة الولايات المتحدة إسرائيل بالأسلحة ذاتها التي استخدمت في ارتكاب الهجوم الإرهابي على ليبرتي!
وبجهود خونة الولايات المتحدة من اليهود وغيرهم، رست الحكومة الأمريكية على سياسة خارجيّة، خانت مراراً مصالح أمريكا الحقيقيّة. لقد مكّن الدعم الأمريكي المالي والعسكري الضخم إسرائيل، من متابعة إرهابها الوحشي ضد الفلسطينيين. لذا فقد سبّب الدعم الأمريكي الخياني للإرهاب الإسرائيلي بغضاً عظيماً ضد الولايات المتحدة، وسبب ضرراً شديداً للمصالح الاقتصادية والاستراتيجيّة الأمريكية، وفي المحصلة فرّخ الإرهاب المتنامي ضدّنا.
إنّ الخونة الذين باعوا أمريكا إلى إسرائيل، مذنبون بالتسبب بفقدان 5000 أمريكي في 11 أيلول/سبتمبر بنفس القدر الذي يقع على من قاموا بالفعل بخطف وصدم الطائرتين بمركز التجارة العالمية والبنتاجون.
إسرائيل تريد إرهاباً عربيّاً ضد الأمم الغربيّة
لقد عانت إسرائيل خلال السنتين الماضيتين من أسوء أزمة علاقات عامة في تاريخها، فانتخاب القاتل الجماعي شارون كرئيس للوزراء مثّل القشة الأخيرة لملايين الشرفاء في العالم. كما أن مؤتمر الأمم المتحدة ضد العنصريّة قد صنّف إسرائيل كدولة “فصل عنصري”، مشيراً إلى عدم الرضا المتزايد عن إسرائيل.
فجأة، حوّل الهجوم على مركز التجارة العالميّة المزاج العالمي لصالح إسرائيل من جديد. هل كانت مصادفة حظ بالنسبة لإسرائيل؟
كما بيّنت في هذا المقال فقد شن القادة الإسرائيليين هجمات إرهابيّة على أمريكا متنكرة كهجمات عربيّة، لأنهم يعلمون أن أي هجوم عربي على أمريكا يدفع بأهدافهم إلى الأمام. إنهم واعون تماماً أنه كلما كان الهجوم على أمريكا أكبر وكلما كبرت المذبحة، كان أفضل لإسرائيل. لقد تعلم آريئل شارون درساً مهماً في بيروت، مفاده، عوضاً عن ارتكاب فظاعات مباشرة ضد الأمريكيين كما في فضيحة لافون والهجوم على ليبرتي، الأفضل والأسهل كثيراً على إسرائيل الاستمرار بارتكاب الفظاعات، مثل صبرا وشاتيلا، ضد الشعب العربيّ، كي يدفعوا أعدائهم الإسلاميين إلى الإرهاب ضد الغرب. وهذا ما حصل بالضبط في النسف الانتقامي لثكنات المارينز الأمريكيين والجنود الفرنسيين في بيروت، والإرهاب الإسرائيلي المستمر، هو الذي حفّز على هجمات مركز التجارة.
ماذا كان الدور الإسرائيلي في هجوم م.ت.ع.؟
أوردت الواشنطن بوست قصة يوم 10 أيلول/سبتمبر 2001م حول دراسة مكونة من 64 صفحة من قبل مدرسة الجيش الأمريكي للدراسات العسكريّة المتقدمة (SAMS). الدراسة التي أصدرتها مدرسة النخبويّة لضباط الجيش، فصلت الأخطار التي قد يتعرض لها جيش الاحتلال الأمريكي في الشرق الأوسط. أدناه تعليق المقال حول رأي الدراسة بالموساد الإسرائيلي:
وعن الموساد، وهو سلك الاستخبارت الإسرائيلية، يقول ضبّاط SAMS:
” قاس، مكّار. عنده القدرة على استهداف القوّات الأمريكية وجعله الهجوم يبدو فلسطينيّاً أو عربيّاً.”
مما يثير السخرية، أنه خلال 24 ساعة من نشر القصة، تمت مهاجمة مركز التجارة العالميّة والبتناجون. فهل يمكن للموساد ” القاس والمكّار” كما وصفه ضبّاط الجيش الأمريكي أن يكون، متخفيّاً، وراء الهجوم؟
الموساد هو أقسى منظمة إرهابيّة في العالم كله. وهو واحدة من أكبر المنظمات الاستخباريّة وأكثرها تطوراً. لا يوجد أمّة أخرى تقترب مجرد اقتراب من مداها وقوتها في منطقة الشرق الأوسط. إنها تفتخر بأنها قد اخترقت كل منظمة عسكرية فلسطينية أو عربيّة، ذات اعتبار، على وجه الأرض. بمعرفة هذه الحقائق فسيكون هناك شك بسيط بأن الموساد قد اخترق بعمق، واحدة من أقدم وأكبر وأكثر المنظمات العربيّة الإرهابيّة خطورة على وجه الأرض؛ قاعدة ابن لادن.
أكثر من ذلك، فقد صرحت FBI و CIA بأن الهجوم على م.ت.ع. والبنتاجون عملية سريّة ضخمة استخدمت شبكة دولية مكونة، على الأقل، من مائة إرهابي، عبر ثلاثة قارات. أيمكن لعملاء الموساد في القاعدة وآلاف من مخبري ومدسوسي شبكته الواسعة ألا يعلموا شيئاً عن أكثر العمليات الإرهابية العربيّة فاعليّة وطموحاً في التاريخ؟
بالطبع فمن الصعب جداً إثبات الدور السري الدقيق لمنظمة استخبارية أجنبيّة، كالموساد، في عمل إرهابي؛ فهم لا يفاخرون على استغلالاتهم على الإنترنت. لكن، هناك دليل متزايد على أن الإسرائيليين كان لديهم علم مسبق بأعمال الإرهاب القاتلة هذه، -والعقليّة الباردة التي لم تحذر الولايات المتحدة لأنهم يرون قتل الأمريكيين الكارثي مفيداً بنفس القدر لإسرائيل- إنهم في الحقيقة لم يشعروا بأي عائق أمام بالتسبب والمساعدة الخفية هذه الخطة الإرهابيّة من خلال عملائهم المحرضين. دعمنا نلقي نظرة على الدليل المادي أن الموساد كان لديه علم مسبق بهجوم 11 أيلول/سبتمبر.
الدليل على خيانة الموساد في هجوم م.ت.ع.
بعد الهجوم على مركز التجارة العالمية بيوم أوردت جورسيلم بوست، وهي أكثر صحيفة إسرائيليّة شهرة واحتراماً في العالم، أن 4000 إسرائيلي أُبلغ عن فقدانهم في الهجوم على م.ت.ع. قامت وزارة الخارجيّة بجمع العدد من أقارب إسرائيليين، والذين قاموا بإبلاغ وزارة الخارجية بأسماء أقاربهم وأصدقائهم الذين يعملون في م.ت.ع. أو لديهم مواعيد أعمال فيه أو في مبانيه المجاورة. وحتى دون رؤية مقال جورسيلم بوست المنطق وحده يخبرنا بأنه يجب أن يكون هناك مئات عدة إن لم يكن آلاف من الإسرائيليين في مركز التجارة العالمية وقت الهجوم. المشاركة اليهودية العالمية في عالم المصارف والتمويل خرافيّة. على سبيل المثال، اثنتان من أغنى الشركات في نيويورك هما غولدمان-ساكس وسالمون براذرز وكلاهما تملكان مكاتب في البرجين التوأمين. العديد من إداريي هاتان الشركتان يروحون ويجيئون إلى إسرائيل بانتظام. نيويورك هي مركز القوة المالية اليهودية عبر العالم، ومركز التجارة العالمية في محورها. لذا من الطبيعي أن يتوقع المرء عدد الوفيات الإسرائيلية أن يكون كارثيّاً، وهذا ما ظنته جورسيلم بوست يوم 12 أيلول/سبتمبر 2001م. ها هي بداية المقال:
آلاف الإسرائيليين مفقودين قرب م.ت.ع. و البنتاجون
تلقت وزارة الخارجية في القدس أسماء 4000 إسرائيلي يعتقد أنهم كانوا في مناطق مركز التجارة العالمية والبنتاجون وقت الهجوم.(عنوان وأول سطر في مقال جورسليم بوست)33
عندما ألقى جورج بوش كلمته أمام الكونغرس، تبين أنه ارتكب خطأ جسيماً آخر غير قوله أن مهاجمي م.ت.ع. فعلوا ما فعلوه بسبب كراهيتهم للحرية. فقد أراد بوش أن يبين أنه بالإضافة إلى آلاف الأمريكيين، مات 130 إسرائيليّاً في م.ت.ع. موحياً بأن إسرائيل شاركتنا معاناتنا، وأننا وإسرائيل معاً في هذا الأمر. عند سماع رقم 130 قتيل إسرائيليّ بدا مثيراً للشبهة لضآلته بالنسبة إليّ. إذا كان 4000 إسرائيلي موجوداً في م.ت.ع. والوفيات في م.ت.ع. حوالي 4500 (حوالي 10 في المائة من 45000 شخص يداومون عادة في تلك المباني)، فإن الحصيلة الإسرائيليّة يجب أن تكون حوالي من 400 إلى 130.
وكموقع إجراء التجارة والتوظيف، لم يكن مكان للوظائف قليلة العائد كـ “ماكدونلدز” فيه وظائف عالية الرواتب عالية التقنية وعالية المستوى، ووظائف إداريّة تنفيذية في التمويل الدوليّ، وأعمال المصارف وتجارة الأسهم. سألت نفسي كيف يمكن أن يكون هناك 130 قتيلاً إسرائيلياً فقط، في حين أن عدد من توفي من كولومبيا يقدر بـ199 و428من الفلبين؟
سبق وأن كتبت في مقالات سابقة عن إرهاب 11 أيلول/سبتمبر، لكنني لم أتطرق إلى هذه الشكوك، لأنني عاهدت نفسي ألا أكتب شيئاً لا أستطيع أن أسنده بقوة. لكن خلال أبحاث هذا المقال عن إرهاب إسرائيل ضد الفلسطينيين وأمريكا، اكتشفت أكثر حقيقة صعقتني خلال طوال سنواتي في البحث والكتابة. اكتشفت حقيقة بسيطة لها تبعات الهائلة فيما يتعلق بهجوم أيلول/سبتمبر الإرهابي. فقد وجدت بعد البحث في مئات المقالات محاولاً الوصول إلى رقم الوفيات الإسرائيليّة الحقيقي، قطعة في نيويورك تايمز وضحت عدد الإسرائيليين بالضبط والذين ماتوا في هجوم مركز التجارة العالمية. تبيّن أنه من بين 130 إسرائيليّاً الذين ادعى الرئيس بوش أنهم قد ماتوا في مركز التجارة العالميّة، 129 منهم ما زالوا على قيد الحياة. إسرائيلي واحد توفي فقط. لم أصدق ” يا إلهي” قلت لنفسي ” إسرائيلي واحد فقط!” ها هي القطعة من نيويورك تايمز:
لكن المقابلات مع كثير من المسئولين القنصليين يوم الجمعة أبانت ان قوائم الأشخاص التي كانوا يجمعونها تفاوت كثيراً تبعاً لفائدتها. على سبيل المثال، لقد تلقت المدينة العديد من التقارير التي تشير إلى أن العديد من الإسرائيليين يخشى أن يكونوا قد فقدوا في الموقع، وقد ذكر الرئيس بوش في خاطبه إلى الوطن ليلة الخميس أن حوالي 130 إسرائيليّاً قد قتلوا في الهجمات.
لكن يوم الجمعة، قال آلون بنحاس، وهو قنصل إسرائيل العام هنا، أن قوائم المفقودين تتضمن تقارير من أناس اتصلوا بسبب، على سبيل المثال، أن أقاربهم في نيويورك لم يردوا على اتصالاتهم من إسرائيل. في الحقيقة لم يكن هناك سوى ثلاث قتلى من الإسرائيليين: اثنان على الطائرتين وواحد آخر كان يزور البرجين للتجارة وتم التعرف عليه ودفنه.(نيويوك تايمز، 22 أيلول/سبتمبر)(34)
إن رقم 130 كعدد المنخفض يثير أن عدد من الإسرائيليين في مركز التجارة العالمية قد تم تحذيرهم قبل الهجوم. وعندما وجدت الحقيقة وهي أن إسرائيلياً واحداً فقط قد قتل، لم يبقى مجال للشك أنه قد كان هناك تحذير مسبق لكثير من الإسرائيليين. ضحية إسرائيلية واحدة بين 4500 وفاة في م.ت.ع. هو ببساطة استحالة إحصائية. وحتى ولو قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية وجورسليم بوست بتضخيم رقم الإسرائيليين في م.ت.ع. إلى 3000(400بالمئة)، كان يجب أن يكون هناك رغم كل هذا حوالي 1000 إسرائيلي وقت الهجوم. مرة أخرى، حتى ولو كان بضع مئات من الإسرائيليين موجوداً وقت الهجوم، فمقتل إسرائيلي واحد هو من الناحية الإحصائية سخيف. فإما أن يكون يوم 11 أيلول/سبتمبر يوم عطلة يهودية كبيرة، أو أن عدداً من المواطنين الإسرائيليين كان لديهم تحذير مسبق عن الهجوم الوشيك.
تحذير مسبق للإسرائيليين
الشيء التالي الذي بحثت فيه هو التأكد من إن كان هناك تحذيرات مؤكدة للإسرائيليين قبيل الهجوم. وجدت سريعاً مقال في نيوزبايتس، وهي خدمة إخباريّة تابعة للواشنطن بوست، ” رسائل فوريّة إلى إسرائيل حذرت من هجمات م.ت.ع.”(35) وقد أكدت اليوميّة الإسرائيلية هآرتس التحذيرات المسبقة للإسرائيليين وأن FBI يحقق في هذه التحذيرات.(36) أوردت المقالات تفاصيل عن شركة مراسلات إسرائيلية، هي أوديغو، ولها مكاتب في م.ت.ع. وإسرائيل، تلقت عدد من التحذيرات فقط قبل ساعتين من الهجوم.
رسائل فوريّة إلى إسرائيل حذرت من هجوم م.ت.ع.
أكد المسئولون في شركة أوديغو للمراسلات الفورية أن أثنين من موظفيها قد تلقوا رسائل مقرؤة تحذر من هجوم على مركز التجارة العالمية قبل ساعتين من صدم الإرهابيين طائرتين بمعالم نيويورك.
لكن أليكس ديامندس نائب مدير المبيعات والتسويق، أكّد أن العاملين في مكتب أوديغو للأبحاث والتطوير والمبيعات الدوليّة في إسرائيل قد تلقوا تحذيرات من مستخدم آخر لأوديغو قبل حوالي ساعتان من الهجوم الأول.(من نيوزبايتس التابعة للواشنطن بوست)
إذن لدينا الآن لدي قوي ومقنع من مصادر موثوقة أن إسرائيل كان لديها معلومات مسبقة عن الهجوم، أولاً بدون تحذير مسبق، لم يكن ليكون هناك قتيل إسرائيلي واحد في مركز التجارة العالمية. ثانياً، هناك تأكيد واضح بأن شركة لديها مكاتب في إسرائيل وفي مركز التجارة العالمية تلقت تحذيرات قبيل الهجوم تماماً.
من الذي كان من الممكن أن يحذر الإسرائيليين من هجوم وشيك، إذا لم يكن الموساد؟ الحقيقة، أن الحكومة الإسرائيلية كان لديها علم مسبق عن الهجوم الوشيك وحذرت الضحايا المحتملين وتركت عن قصد آلاف الأمريكيين يموتون – مما يجعل الإسرائيليين مسئولين بنفس القدر عن المذبحة تماماً مثل المهاجمين العرب لـ م.ت.ع.
ما هو مفيد لإسرائيل مضر لأمريكا
لك أن تتأكد من أن الفرحة التي ارتفعت في قلوب الإرهابيين الإسرائيليين وهم يشاهدون الدخان من البرجين التوأمين. حتى أن الـ FBI قد اعتقلت خمسة إسرائيليين عن سطح قريب من البرجين التوأمين يصورون ويشجعون الحادثة كلها.(37) لقد عرفوا أن مقاومة الأمريكيين والعالم لاستعلاء وإرهاب إسرائيل قد انحدر مع سقوط برجي مركز التجارة العالميّة. ربما كانت أكثر عبارة معبرة هي عندما سأل مراسل النيويورك تايمز رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وهو رجل لا يقل تطرفاً بحال عن آريئل شارون. ها هي كلمات رئيس وزراء إسرائيل الأسبق المنفعل:
سئل الليلة عن مدى تأثير الهجمات على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، رد، ” إنها جيدة جداً.”، عندها عدّل كلامه:” ليست جيدة جداً، لكنها ولدت تعاطفاً مباشراً.”(38)
من الواضح أن هجوم مركز التجارة العالمية كان جيداً جداً بالنسبة لإسرائيل؛ في الحقيقة، إسرائيل هي الأمة الوحيدة التي استفادت منها. فسجل من خمسين سنة من الإرهاب الذي لا يرحم أصبح غائباً في ظل هذا الهجوم الإرهابي الكبير المرئي المذهل. عندما عرضت أجهزة الإعلام الأمريكية المسيطر عليها يهودياً مراراً وتكراراً قلة من الفلسطينيين الذين عانوا طويلاً وهم يحتفلون بالهجمات، تم رسم الفلسطينيين، بلا عدل، على أنهم وراء إرهاب مركز التجارة التجارة، حتى مع أن كل منظمة فلسطينية قد أدانته، ولم يتم إثبات تورط فلسطيني واحد.
بالطبع، أمريكا هي التي عانت أكثر الجميع، حوالي 5000 قتيل، واقتصاد متصدع، وأسوأ تقييد للحريات الدستوريّة في التاريخ الأمريكي. لقد كانت فضيحة لافون، والهجوم على ليبرتي، وتجسس جوناثان بولارد، وقتل أكثر من 5000 أمريكي في 11 أيلول/سبتمبر كلها جيدة لإسرائيل، لكنها سيئة للغاية للولايات المتحدة.
متى ستدرك أمريكا أن ما هو مفيد لدولة إسرائيل الإرهابيّة مدمر وحتى مميت للولايات المتحدة الأمريكيّة؟
متى سيكون لدينا القوة لوضع حد لعملاء إسرائيل والخونة الأمريكيين الذين عزفوا خمسين سنة من الدعم للإرهاب الإسرائيلي وخمسين سنة من الخيانة ضد بلدنا؟
حياتي مكرسة لأمريكا حرة، آمنة وذات سيادة، أمريكا مكرسة لشعبنا ولمصالحنا نحن، وليس لأهداف أمة أجنبية إرهابيّة.
مهما كان الثمن بالنسبة لي شخصيّاً، سأتابع هذا السبيل.
أحضكم على الإنضمام إليّ، وأرجوكم ألاّ تشتروا أمنكم على حساب حريتكم وشرفكم.
شاركوا بشجاعة معلومات هذا المقال مع أمريكيين آخرين ومع بقية العالم. دعونا نخبر الحقيقة حول أسوء أمة إرهابية على الأرض؛ إسرائيل. بفعلكم هذا لا تكونوا قد أنقذتم الشعب الفلسطيني وحده، لكن حياة وحرية الشعب الأمريكي أيضاً.
ديفيد ديوك
الرئيس الوطني
المنظمة الأمريكيّة الأوروبيّة للوحدة والحقوق
عضو سابق في مجلس النواب
ولاية لويزيانا، الولايات المتحدة الأمريكيّة
www.davidduke.com