اسطنبول-خاص وكالة سند للأنباء
حذّر المدير العام لـ”رابطة برلمانيون لأجل القدس”، محمد مكرم البلعاوي، من أن استمرار “ضعف” المواقف الرسمية العربية تجاه ما يجري من إجراءات إسرائيلية في مدينة القدس، ينذر بأحداث خطيرة تحديدا في المسجد الأقصى المبارك.
ووصف البلعاوي إقدام المتطرف يهودا غليك على النفخ البوق في مقبرة باب الرحمة المحاذية للسور الشرقي للمسجد الأقصى، الخميس الماضي، بأنه تطور خطير، يستدعى تدخلا دوليا حتى لا تتحول القضية إلى صراع ديني مفتوح.
وسبق “غليك” في خطوته مساعي جماعات “الهيكل” المزعوم إلى النفخ بالبوق في المسجد الأقصى يومي 26 و27 من الشهر الجاري، وفق إعلانات نشرتها حسابات تابعة لجماعات استيطانية.
إقرأ أيضاًأعياد يهودية قادمة.. هل تُنذر بتفجر الأوضاع في المسجد الأقصى؟
مواقف ودعم
وقال البلعاوي في حديث خاص مع “وكالة سند للأنباء”، إن قضية القدس تتطلب بالدرجة الأولى مواقف سياسية أقوى بكثير تجاه الإجراءات الإسرائيلية، وأن يكون هناك دعم للمقدسيين على الأرض.
ولأجل ذلك تتحرك “برلمانيون لأجل القدس” وتتواصل مع المسؤولين والقوى المؤثرة في عديد الدول التي تزورها، حيث أفاد البلعاوي بأن الرابطة نفذت جولات خارجية منذ بداية العام الحالي ركزت في مجموعها على سبل نصرة القدس والقضية الفلسطينية.
وشملت جولات الرابطة حتى اليوم الكويت وقطر والأردن وإندونيسيا والتقت خلالها بمسؤولين رسميين وبرلمانيين وحقوقيين ومؤثرين في تلك الدول.
وذكر البلعاوي، أن الرابطة طلبت في أثناء زيارتها للكويت من رئيس مجلس النواب مرزوق الغانم عقد مؤتمر يناقش سبل استئناف الدعم للقضية الفلسطينية، ومحاولة فهم حالة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وآلية التعامل معها.
تطبيع مجاني
ولفت الانتباه إلى أن هناك حالة من القلق نتيجة ذهاب دول عربية نحو حلول منفردة وتطبيع علاقاتها “شبه المجانية” مع الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وصفه.
ووقعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بوساطة أمريكية في 2020، وأطلق عليها اسم “اتفاقيات أبراهام”.
وقال البلعاوي إن التطبيع مع الاحتلال يلقى رفضًا شعبيًا وبرلمانيًا واسعًا، مبينا أن موقف البرلمانيين العرب يمثل نبض شعوبهم بعكس ما وصفها بـ”المسافة الكبيرة” بينهم وبين الحكومات.
كما أشار إلى أن لقاءات الرابطة في الأردن أكدت على أهمية استمرار الوصاية الهاشمية على شؤون المسجد الأقصى، باعتبارها تشكل واحدة من أهم ما تبقى للمسلمين من علاقة بالمسجد.
عمل الرابطة
ورابطة “برلمانيون لأجل القدس” مؤسسة أُنشئت عام 2015، بمبادرة من برلمانيين مؤيدين للحق الفلسطيني وتضم في عضويتها نحو 1500 برلماني من كل أنحاء العالم.
ويرتكز جزء من أعمالها في موضوع الزيارات الرسمية وتهدف لاقناع الدول لتبني مواقف محددة تجاه القضية الفلسطينية والقدس ومركزة بشكل أساسي لمجالس النواب واحيانا الحكومات.
وقال البلعاوي إن استراتيجية الرابطة تمضي في شقين، أحدهما تعطيل الانفتاح والتطبيعي المجاني مع إسرائيل، “فنحن معنييون بأن لا يتوسع الاحتلال بشكل مجاني وسهل في الدول العربية والإسلامية”.
ونبه بهذا السياق إلى “الهجمة الشرسة” التي تعرضت لها الحكومات التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، بينما امتنعت دول إسلامية أخرى عن اللحاق بهذا المسار، ومنها إندونيسيا وباكستان.
وأضاف أن المهام المناطة بالرابطة تقوم أيضا على وجوب نصرة الشعب الفلسطيني سياسيا وماليا واقتصاديًا سواء في القدس أو في عموم فلسطين، وحتى تقديم بعض التسهيلات لبعض الفلسطينيين في الخارج.
إبقاء القضية حية
ولأجل إبقاء قضية القدس ومسجدها الأقصى حاضرة في نفوس العرب والمسلمين، تحاول الرابطة التذكير دائما بأن فلسطين لا تمس الفلسطينيين وحدهم وإنما لها تبعات عالمية وإقليمية وهي تمس الجميع، كما أفاد.
وتابع البلعاوي أن “برلمانيون لأجل القدس” تعمل على توعية الناس بعدم مشروعية الاحتلال الإسرائيلي وأنه خرق للاتفاقيات والقوانين والمعاهدات الدولية ويتعارض مع فكرة التعايش السلمي في العالم.
وشدد على وجوب تحرك العالم سريعا، ليس لإنقاذ الفلسطينيين وحدهم، وإنما لإيجاد عالم يحتكم للسلام والقانون لا لشريعة الغاب”.