عربة التسوق

المجموع الفرعي $0.00

عرض العربةتسجيل الخروج

Magazines cover a wide array subjects, including but not limited to fashion, lifestyle, health, politics, business, Entertainment, sports, science,

المقالات
Email :12

قليلون في العالم العربي وفلسطين كانوا قد سمعوا عن دارين طاطور قبل يوم الثلاثاء الماضي. هذه الشاعرة الفلسطينية لم تكن تحظى باهتمام النقاد أو المجلات الأدبية، حتى قررت محكمة إسرائيلية في الناصرة الحكم عليها بالسجن لمدة خمسة أشهر. منزلها في منطقة الجليل الأعل تعرّض للمداهمة عدة مرات من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وتعرضت للتخويف والترهيب على مدار ثلاثين شهرًا. جريمتها؟ كتابة قصيدة في عام 2015 تحثّ فيها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

دارين هي من الفلسطينيين الذين بقوا في أرضهم عندما غزت الحركة الصهيونية فلسطين وقررت إقامة “دولة” و”وطن قومي” فوقها. هي، كحال مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في داخل ما يُسمى إسرائيل، تُصنَّف من قبل السلطات الإسرائيلية فقط كـ”عربية”. وقد فُرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية قسرًا. هي محرومة من حرية التعبير عن حزنها على دمار وطنها ومأساة شعبها، ومطالبة بدلًا من ذلك بالاحتفال بما يسمى “يوم استقلال إسرائيل”.

محمد أبو خضير وعائلة دوابشة: جرائم بلا عدالة

في الثاني من يونيو/حزيران عام 2014، اختطف مجموعة من الشبان الإسرائيليين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير أثناء ذهابه إلى المسجد لصلاة الفجر، وضعوه في سيارة وأخذوه إلى غابة، وهناك قاموا بضربه، وأجبروه على شرب البنزين، ثم سكبوا المزيد منه عليه وأشعلوا فيه النار. أسرته أبلغت الشرطة الإسرائيلية عن اختفائه فورًا، وتم العثور على جثته المتفحمة بعد ساعات.

وفي أواخر يوليو/تموز 2015، في قرية دوما جنوب نابلس، ألقى مستوطنون إسرائيليون زجاجة حارقة على منزل عائلة فلسطينية. أسفرت الجريمة عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة ووالديه، فيما نجا شقيقه أحمد (5 سنوات) رغم إصاباته الخطيرة.

قصيدة بدلًا من الصمت

ردّت دارين طاطور على هذه الجرائم بكتابة قصيدة تدعو فيها شعبها إلى الثبات وعدم الاستسلام، كتبت فيها:
“قاوم شعبي قاومهم…”
ثم نشرتها على صفحتها في فيسبوك.

وفي حين أن قتلة عائلة دوابشة وُضعوا قيد الإقامة الجبرية، وقتلة أبو خضير كادوا يفلتون من الحكم المؤبد بحجة “الاضطراب العقلي”، نالت دارين حكمًا بالسجن خمسة أشهر فقط لأنها كتبت قصيدة.

شيخ الأقصى خلف القضبان

هذا الأسبوع، تم اعتقال ستة فلسطينيين لأسباب مشابهة. من بينهم الشيخ رائد صلاح، أحد أبرز قادة المجتمع الفلسطيني في الداخل، حيث حكم عليه بالسجن عدة أشهر لأنه ندد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع للمسلمين.

ورغم هذا القمع، فإن هذا النوع من الضغط هو ما أدى سابقًا إلى بروز رموز الأدب الفلسطيني مثل محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زيّاد، وإميل حبيبي.

اليسار الإسرائيلي يكتشف الحقيقة متأخرًا

كثير من الإسرائيليين لم يكونوا يدركون مدى قبح النظام الذي أنشأوه، حتى وقت قريب. كانوا يعتقدون أن إسرائيل “استثناء” و”منارة حرية” في ظلام الشرق الأوسط.

حتى من يسمّون أنفسهم باليساريين، وكذلك الطائفة الدرزية الفلسطينية، استفاقوا فجأة ليكتشفوا أنهم يعيشون في “دولة يهودية”، حيث لم تعد اللغة العربية لغة رسمية، و”حق تقرير المصير” مضمون فقط لليهود، حتى لو لم يزوروا البلاد في حياتهم.

التديّن في صعود… والديمقراطية في تراجع

العلمانيون في إسرائيل يخسرون مواقعهم يومًا بعد يوم لصالح المتدينين اليهود، الذين باتوا يحتلون مناصب عُليا في الجيش وفي مؤسسات الدولة. فهل إسرائيل تتغير؟ أم أنها فقط تكشف عن وجهها الحقيقي؟

قد تختلف الآراء، لكن إن لم يكن هناك مساواة أمام القانون، وإن مُنِع الناس من التعبير عن آرائهم، وإن كانت المواطنة تُحدَّد على أساس الدين، فهذه ليست دولة ديمقراطية ولا حديثة.

نتنياهو… العدو الأول لإسرائيل

لطالما اعتقدت أن إسرائيل لا تحتاج إلى أعداء، فـبنيامين نتنياهو وأمثاله هم أعداؤها الحقيقيون. عنادهم، قصر نظرهم، غباؤهم، وانعدام أخلاقهم السياسية، سيقود إسرائيل إلى نهايتها. ما لا يدركه كثير من الإسرائيليين هو أن التمييز أشبه بالدوّامة؛ يبدأ كبيرًا، لكنه ينكمش حتى لا يتسع في نهايته إلا لنتنياهو… وربما زوجته فقط.

من هذا المنظور، ينبغي للإسرائيليين أن يشكروا الفلسطينيين، لأنه لولا “العدو الخارجي”، لانشغلوا بتصفية بعضهم البعض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تحمل علامة *

Related Posts