عربة التسوق

المجموع الفرعي $0.00

عرض العربةتسجيل الخروج

Magazines cover a wide array subjects, including but not limited to fashion, lifestyle, health, politics, business, Entertainment, sports, science,

غير مصنف
Email :9
حتى وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزبه اليميني المتطرف والديني إلى سدة الحكم، كان من الصعب علينا كفلسطينيين إقناع بقية العالم بأن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية حديثة، كما يزعم الصهاينة باستمرار.
فهي في الواقع كيان رجعي، ديني، عنصري، واستعماري جديد، ولن تُصبح كيانًا طبيعيًا في المنطقة ما لم يتم بناء دول الجوار كلها على الأسس نفسها.
لكن بفضل نتنياهو ووزيرة ثقافته ميري ريغيف، ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، ووزير تعليمه نفتالي بينيت، وبقية هذه الحفنة من الديناصورات المتعطشة للدماء، أصبحت مهمتنا أسهل بكثير – حتى كثير من غير الفلسطينيين باتوا يصدقوننا اليوم.
الصور القادمة من العديد من دول الخليج تُظهر أن نتنياهو ورفاقه قد نجحوا في استدراج عدد من الحكام العرب إلى شبكتهم.
وعلى الرغم من أن الصهاينة قضوا قرنًا كاملًا يحاولون إقناع العالم بأننا نحن العرب مجرد قبائل صحراوية جوفاء من الأخلاق والثقافة والحضارة،
فإنهم في المقابل يتعطشون للحصول على شرعية من قلب الصحراء العربية.
حقيقة أن ميري ريغيف ذرفت الدموع أثناء غنائها للنشيد الوطني الإسرائيلي – “هتكفا” – في الإمارات الأسبوع الماضي، خير مثال على ذلك.
ومع ذلك، فإن إسرائيل ستؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط الأنظمة العربية الاستبدادية.
الحملة المحمومة التي يقودها نتنياهو ستجرّد الحكام العرب من آخر ورقة توت، وقد تقود إلى ربيع عربي جديد – يتوقّعه كثيرون أن يكون أشمل وأعنف هذه المرة.
فالتبعية للقوى الأجنبية، والفساد، والبطالة، وانعدام التنمية، كلها تعمّق اليأس وتمهّد للعنف في نفوس الشباب العربي.
نتنياهو سياسي قصير النظر، أناني للغاية،
ويريد استخلاص أكبر قدر من المكاسب من عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل أن تغيّر السياسة الأمريكية مسارها،
بغضّ النظر عن الكوارث التي قد تترتب على ذلك لاحقًا.
فلماذا تحتاج هذه الأنظمة العربية – وخصوصًا الملكيات الخليجية – إلى إسرائيل؟
بعد أن استعمر الغربيون أوطاننا لقرون، انغمسوا في حربين عالميتين استنزفتا مواردهم واقتربت بهم من الإفلاس.
وأمام تصاعد حركات المقاومة محليًا، وتورّطهم في “حروبهم الأهلية الغربية”، لم يعد بمقدورهم الحفاظ على جيوشهم المكلفة والضخمة في بلادنا.
فكان لا بد من طريقة أرخص لتحقيق الأهداف ذاتها:
قاموا بتقسيم أوطاننا إلى كيانات صغيرة أسموها دولًا، وسهّلوا – أو فرضوا – على شعوبها حكامًا فاسدين،
تم إعدادهم مسبقًا على يد الغرب، لضبط الشعوب وخنقها.
ومن هنا، فإن شرعية هؤلاء الحكام لا تأتي من شعوبهم، بخلاف الحكومات الحديثة،
بل من الدعم الخارجي، سواء البريطاني في السابق أو الأمريكي حاليًا.
يرى هؤلاء الحكام في إسرائيل نائبًا إقليميًا للولايات المتحدة،
لكن من المهم جدًا بالنسبة لهم إبقاء الشعوب غافلة عن هذه الحقيقة،
لذلك اعتادوا مهاجمة إسرائيل بالكلام، بينما يتصرفون بعكس ذلك تمامًا.
في العالم العربي، هناك انقسام حول ما إذا كانت إسرائيل تلعب دورًا مرسومًا لها من قبل القوى الاستعمارية،
أم أنها تتحرك وفق أجندتها الخاصة.
لكننا – على اختلاف آرائنا – نتفق على النتيجة:
الاحتلال الصهيوني لفلسطين قسّم العرب وأضعفهم.
أما الصهاينة، فيرفضون هذا بشدّة،
ويدّعون أن العرب والمسلمين بطبعهم فاسدون، ولا علاقة لهم بهذا الضعف!
من هم حلفاء إسرائيل في العالم العربي؟
من بينهم: الإمارات، السعودية، البحرين، قطر، سلطنة عُمان، وبعض الدول الأخرى التي لم يحن دورها بعد.
ما القاسم المشترك بينهم؟
جميعهم أنظمة ملكية، بلا برلمان، بلا ديمقراطية، بلا سيادة قانون حقيقية،
يُسجن فيهم النشطاء والمعارضون لفترات طويلة، وتُوجّه إليهم تهم العبودية الحديثة.
إنهم ليسوا الحلفاء المثاليين لدولة “ديمقراطية”،
ما لم تكن هذه الدولة – كإسرائيل – تمنح نفسها صفة الديمقراطية زيفًا. حظًا سعيدًا إذًا!
علّمنا الربيع العربي أن إسرائيل تخشى الديمقراطية العربية،
لأنها تعرف تمامًا أنها مرفوضة من الشعوب الحرة.
ليس لأنها “الواحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الشرق الأوسط الحارقة” كما تصف نفسها،
ولا لأنها دولة يهودية،
بل لأنها احتلال أجنبي قائم على استبدال شعب أصيل بغرباء،
ونفي وجوده وحقوقه، وتدنيس مقدساته، وبناء رواية زائفة مريضة قائمة على التفوق الديني والعرقي، تُبرّر طمس التاريخ والحضارة.
لذلك ستبقى إسرائيل الحليف الطبيعي للديكتاتوريات العربية، ضد إرادة شعوبها.
وكلما زاد نتنياهو ورفاقه من “الاختراقات الدبلوماسية”،
كلما اقتربت المنطقة من موجة التغيير المقبلة.
وهذا التغيير لن يقتصر على إسقاط الديكتاتوريات العربية، بل سيطال الحليف الإسرائيلي نفسه.
فمهما قالت أو فعلت إسرائيل،
ستُنظر إليها دائمًا على أنها جزء لا يتجزأ من تحالف الاستبداد.
وهي حتمًا ستسقط مع سقوط الطغاة العرب
وسيسكر الاحتلال بنشوة القوة اليوم،
لكنه سيفيق قريبًا على واقع إقليمي لا ينسى… ولا يغفر.
المصدر: Middle East Monitor

4o

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تحمل علامة *

Related Posts