عربة التسوق

المجموع الفرعي $0.00

عرض العربةتسجيل الخروج

Magazines cover a wide array subjects, including but not limited to fashion, lifestyle, health, politics, business, Entertainment, sports, science,

المقالات
Email :35

تمثّل حادثتان نقطتين محوريتين في تاريخ الدعم الماليزي لفلسطين: حادثة أسطول الحرية “مافي مرمرة”، وزيارة رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إلى قطاع غزة. وقعت الحادثة الأولى في عام 2010 وأثارت موجة غير مسبوقة من الدعم الشعبي في ماليزيا. كان نشطاء ماليزيون على متن سفينة “مافي مرمرة” التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، عندما هاجمتها قوات كوماندوز إسرائيلية في المياه الدولية. أسفر الهجوم عن مقتل تسعة مواطنين أتراك، وتوفي شخص عاشر لاحقًا متأثرًا بجراحه، وأثار الحادث غضبًا واسعًا في ماليزيا. ومنذ ذلك الحين، ظل الدعم الماليزي الشعبي لفلسطين مرتفعًا، وتم استقبال المشاركين الماليزيين في الرحلة كأبطال من قبل الشعب ورئيس الوزراء.

أما زيارة نجيب عبد الرزاق وعائلته فقد تمت في يناير 2013، وكان بذلك أول رئيس وزراء ماليزي يزور فلسطين. وقال خلال زيارته: “نرغب في رؤية فلسطين مستقلة وموحدة تنعم بالسلام والأمن كما تستحقه شعوب العالم كافة.” وعلى الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء وصف الزيارة بأنها إنسانية، فإن العديد من الماليزيين اعتبروها تحديًا صريحًا لإسرائيل التي تتصرف كدولة فوق القانون الدولي.

في تسعينيات القرن الماضي، ازداد الدعم الماليزي للقضية الفلسطينية بفضل عودة الطلبة من الخارج، الذين شهدوا معاناة اللاجئين الفلسطينيين واكتسبوا وعيًا مباشرًا بطبيعة الاحتلال الإسرائيلي، واطلعوا على الرواية الفلسطينية التي كثيرًا ما يتم تغييبها أو تشويهها في الإعلام المحلي والدولي.

يوجد العديد من المنظمات غير الحكومية الماليزية التي تكرّس جهودها حصريًا لفلسطين، مثل “أمان فلسطين”، و”أقصى شريف”، و”الهيئة الماليزية للثقافة الفلسطينية”، و”مؤسسة القدس ماليزيا”، و”فيفا فلسطين ماليزيا”، و”بي دي إس ماليزيا”، و”MyAqsa”، وغيرها. وتُقام أنشطة مؤيدة لفلسطين طوال العام في الجامعات والمدارس والمساجد والمسارح وقاعات الاحتفالات والفنادق وحتى الملاعب، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. ولا يكاد يمر يوم في ماليزيا من دون فعالية داعمة لفلسطين، ما يجعل هذه القضية تحتل الصدارة مقارنة بأي قضية دولية أخرى.

على الصعيد الرسمي، تصوّت ماليزيا دائمًا لصالح فلسطين في المنظمات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمة اليونسكو. وتُعدّ القضية الفلسطينية حاضرة باستمرار في أجندات قادة ماليزيا عند لقائهم بنظرائهم الأمريكيين والأوروبيين. ويمكن القول إن موقف الحكومة الماليزية من فلسطين يفوق مواقف العديد من الدول العربية. وبالنسبة للمسلمين الماليزيين، فإن فلسطين، وخاصة القدس، تُعتبر من المقدسات الإسلامية التي ينبغي الحفاظ عليها بأي ثمن.

وتحافظ ماليزيا على مسافة متساوية من جميع الفصائل الفلسطينية. فهي تعترف بدولة فلسطين وتستضيف سفارة فلسطينية في كوالالمبور، كما تستقبل قادتها، بمن فيهم الرئيس محمود عباس وقادة من حركة فتح. واستقبل رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق أيضًا خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، في مناسبتين، إلى جانب زيارته إلى قطاع غزة كما ذُكر.

ورغم تقديس المسلمين والمسيحيين الماليزيين للأراضي المقدسة لأسباب دينية، فإن القانون الماليزي يمنع المواطنين من زيارة الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس وبيت لحم، حيث يُعدّ ذلك شكلًا من أشكال التطبيع مع الاحتلال. ويُعتبر جواز السفر الماليزي من القلائل التي لا تسمح لحاملها بدخول إسرائيل.

وتُعد قضيتان أساسيتين في قلب الشعب الماليزي: الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 عامًا، والحفاظ على أمن وقدسية مدينة القدس وسلامة سكانها الفلسطينيين.

شهدت بنفسي العديد من الأنشطة المتعلقة بالقدس وشاركت فيها. ففي عام 2012، كان نائب رئيس الوزراء راعي حفل افتتاح مؤسسة القدس ماليزيا، التي أسسها قادة سياسيون من الحزب الحاكم (أمنو) والمعارضة (باس)، وكنت المدير التنفيذي للمؤسسة.

وبعد عامين، كان نائب رئيس الوزراء أحمد زاهد حميدي راعي حملة “أنقذوا القدس”، التي أطلقتها منظمات غير حكومية ماليزية عدة ردًا على العدوان الإسرائيلي وإغلاق المسجد الأقصى في 2014. وشاركت في الحملة أكثر من 45 جهة ماليزية، من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وأُطلقت مئات الفعاليات، وما تزال الحملة نشطة حتى اليوم.

ومن الملفت أن السياسيين الماليزيين يتعاملون بحساسية كبيرة وعاطفة واضحة عندما يتعلق الأمر بالقدس والقضية الفلسطينية. ففي أغسطس 2014، أغلق وزير الزراعة والصناعات الزراعية إسماعيل صبري يعقوب حسابه في بنك HSBC وقصّ بطاقته الائتمانية احتجاجًا على قرار البنك إغلاق حسابات منظمات داعمة لفلسطين في بريطانيا.

وعندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر من العام نفسه اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، صرح وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين بأن القوات المسلحة الماليزية “مستعدة لتلقي أي أوامر” بشأن القدس، ووصف الإعلان بأنه “صفعة في وجه العالم الإسلامي بأسره.”

وقاد رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق في 22 ديسمبر مظاهرة حاشدة في مسجد بوترا في بوتراجايا، هاجم فيها قرار ترامب، مؤكدًا أن ماليزيا ستفعل كل ما في وسعها لحماية القدس، قائلًا: “نعم، زرت البيت الأبيض، ونعم، تربطني علاقة طيبة بترامب، لكنني لن أساوم على قدسية الإسلام.”

وفيما يتعلق بقطاع غزة، لطالما سعى الماليزيون إلى إنهاء الحصار غير القانوني وتخفيف معاناة سكانه. وقد زارت وفود إنسانية وتضامنية من ماليزيا القطاع مرارًا وقدّمت المساعدات، ما منحهم اطلاعًا مباشرًا على حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون هناك، الذين لا شك أنهم يشعرون بامتنان كبير لدعم ماليزيا المتواصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تحمل علامة *

Related Posts