Magazines cover a wide array subjects, including but not limited to fashion, lifestyle, health, politics, politics, business, entertainment, sports, science,
ما الذي يدفع إنسانًا لأن يُشهِر مفكًّا ويهاجم جنديًا مدججًا بالسلاح، مدربًا تدريبًا عاليًا، ومحصنًا بأفضل وسائل الحماية، وهو يعلم تمامًا أنه إن أصيب، فلن تأتي أي سيارة إسعاف لإنقاذه، وإن حالفه الحظ، فسيقضي أجمل سنوات عمره خلف القضبان؟ ثائر أبو غزالة من مخيم شعفاط للاجئين وآخرون من القاصرين يفعلون ذلك منذ سنوات.
الجيش الإسرائيلي، المعروف رسميًا باسم “قوات الدفاع الإسرائيلية”، يحتل الضفة الغربية منذ أكثر من خمسين عامًا — لم تفلح القوانين الدولية، ولا قرارات الأمم المتحدة، ولا مناشدات المجتمع المدني، ولا حتى المفاوضات في إقناع المحتلين بالرحيل. بل على العكس، يكرر المحتلون باستمرار أن هذه الأرض المحتلة — وفقًا للقانون الدولي — منحها الله لهم، وأنها كانت لهم منذ آلاف السنين، وأنهم باقون فيها إلى الأبد، وأنه لم يكن هناك يومًا ما يُسمى “شعب فلسطيني”.
تواصل السلطات الإسرائيلية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وبناء المستوطنات غير القانونية، والاستحواذ على مصادر المياه، وتدمير سبل عيش الفلسطينيين، وخصوصًا المزارعين. كما تبني طرقًا سريعة متقدمة مخصصة لليهود فقط، وتقيم مئات الحواجز العسكرية على الطرق الفلسطينية. هذه الطرق قديمة ووعرة، ويُساق الفلسطينيون عبرها كالماشية لساعات طويلة. أما الجدار العازل، فيمتد لمسافة 770 كيلومترًا داخل الأراضي الفلسطينية، مجبرًا الفلسطينيين على العيش في ما لا يتجاوز 6% من مساحة الضفة الغربية.
تخيّل شابًا في السادسة عشرة من عمره، عاش طوال حياته تحت الاحتلال، لم يخرج من البلاد يومًا، وشهد أفراد عائلته يُقتلون أو يُعتقلون أو يُجبرون على الرحيل. بالنظر إلى هذا الواقع، هل يبدو من غير المنطقي أن يُهاجم هذا الفتى رجلاً بالغًا مدججًا بالسلاح باستخدام مفك أو سكين مطبخ، أو أن يرمي حجرًا على جلاده؟
لدى المحتل الإسرائيلي تفسير خاص جدًا لهذا المشهد. فهؤلاء المراهقون، بحسب روايته، ليسوا سوى “إرهابيين” من “عائلات مفككة”، يُغريهم المال، وتحرضهم “منظمات الإرهاب”، ويشجعهم على ذلك “تساهل الديمقراطية الإسرائيلية” و”مرونة النظام القضائي”، رغم أن السلطات الإسرائيلية تقوم بهدم منازل عائلاتهم، وتتركهم في كثير من الأحيان ينزفون حتى الموت.
الأطفال الفلسطينيون في سجون الاحتلال
في عام 2018، أفادت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية بأن 220 قاصرًا فلسطينيًا كانوا معتقلين في السجون الإسرائيلية. جميع هؤلاء الأطفال، بحسب تقرير “هيومن رايتس ووتش” لعام 2018، يُحاكمون في محاكم عسكرية، والتي تتمتع بنسبة إدانة تقارب 100%. وتشير إحصاءات وزارة الإعلام الفلسطينية إلى أن طفلاً فلسطينيًا يُقتل كل ثلاثة أيام على يد إسرائيل منذ 13 عامًا. كما صرّح عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى الفلسطيني السابق، بأن إسرائيل قتلت منذ عام 1948 أكثر من مليوني طفل فلسطيني. وفي عام 2017، بحسب “هيومن رايتس ووتش”، دمرت إسرائيل 381 منزلًا وممتلكات أخرى، وشرّدت قسرًا 588 شخصًا حتى تاريخ 6 نوفمبر في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقد نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن أكثر من 60 طفلًا وُلدوا باستخدام نُطف تم تهريبها من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. فالعقاب الجماعي لا يقتصر على سجن الفلسطينيين وحرمانهم من الإنجاب، بل يمتد ليشمل تدمير منازلهم، وتشريد أطفالهم، وتركهم من دون أي دعم اجتماعي أو اقتصادي.
تلعب الديانة دورًا محوريًا في السياسة الإسرائيلية في وقتنا هذا أكثر من أي وقت مضى. ولا يمكن وصف الواقع الإسرائيلي الراهن بأبلغ من كلمات النبي إشعياء، الذي تنبأ بسقوط مملكة يهوذا الآثمة:
“هوذا يد الرب ليست قصيرة حتى لا تخلص، وأذنه ليست ثقيلة حتى لا تسمع… أقدامهم إلى الشر تجري، وتسرع إلى سفك الدم الزكي. أفكارهم أفكار إثم، في طرقهم اغتصاب وسحق. طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم طرقًا معوجة، كل من يسلك فيها لا يعرف سلامًا.” Source: Middle East Monitor