صعوداً . .صعوداً . . صعوداً، تئن السيارة وتنتفض لتواصل تسلق دربها المنتصب كيد تصافح السماء، قطرات صغيرة من الندى تتكثّف على الزجاج لتنزلق أو تلتصق منتظرة المسّاحة. طبقات من الضباب تغلّف الطريق الجبلي الضيّق متحدية أنوار السيّارة الوحيدة التي تشق...
“إخس .. تفو عليك يا زمن أيش سوّيت بحاليْ الناس صارت وتصوّرت وأنا باقي على حاليْ مسكين وما لي ظهر أيش رايك بهلحالهِ ما لي سند غير الأحد هو أعلم بحاليْ أوفْ .. أوفْ .. أوفْ.. يا يابا .. “ ” هاه .. ما رأيك بهذا الصوت؟ أليس أفضل من أن...
دخلا مبنى المحكمة الشرعيّة يعدوان، أحدهما طويل محدودب الظهر ذو شعر ينبت من خديه كالإبر، والآخر ممتلئ ذو قسمات طفوليّة تتدلى من وجهه لحية ناعمة طويلة. نظر كل منهما في عيني الآخر فأدرك غاية صاحبه، فاشتدا داخل الممر الطويل حتى بلغا باب قاضي القضاة...
توجه سعيد التائه وصاحبه رفيق إلى مقربة من الشقّة حيث يتزاحم الناس على باب العمارة، ورجال الإطفاء منهمكون بمد خراطيم المياه وإطلاق الماء في جميع الاتجاهات. اخترقا جمهور الواقفين، وهمّ سعيد بدخول العمارة عندما أمسك أحد رجال الإطفاء ذراعه وجرّه إلى...
دخل قاعة المصرف يرفل بعباءته المقصّبة رافعاً رأسه بكبرياء، تلفت يميناً ويساراً على مهل ورَدّ تحية بعض الموظفين بيد يزينها خاتم فضي ضخم بفص من العقيق، وتتدلى منها سبحة من خشب اليسر الأسود المطعم بالفضة. تقدم نحو مكتب المصرف الزجاجي، عدّل كوفيّته...
أتذكرين ذلك اليوم يا شهرزاديَّ الغالية؟ يوم استقبلتك في أول ليلة سحريّة من حياتنا الطويلة. كم فاجأتني ليلتها! كم فاجأتني وأنت تدخلين عليّ وعيناك تلمعان ببريق التحدي، عجبت من ثقتك بنفسك، فلم أدر أأشفق عليك أم أكرهك، لكنني كنت موقناً أنك ستكونين...
الليل السّاجي يهيم في أحلام شاعريّة رقيقة، والسماء الصيفية الصافية تملأها نجوم ساطعة كأقمار صغيرة، والريح المنعشة الباردة تغسل الأرواح من أوزارها لتدعها تسبح في ملكوت لا تدركه الأجساد بثقلها، تخفّ النفوس لتحلق في عالم من اللذة الشفّافة، وتسترخي...
الحر الشديد والرطوبة الخانقة ، شيئان لم يعتدهما شخص مثلي ممن تربوا في بلاد الإعتدال سمتها ، و”دلهي” مدينة من تلك المدن التي يتركز فيها مزيج غريب من الرطوبة والحر والدخان ، تجد آثاره واضحة في كل شيء ، الناس ، المباني ، الأشجار ، الشوارع ،...